: أبو محمد عادل خزرون التطواني
الوسائل التي تنال بها مرتبة الولاية عند الصوفية
هناك عدة طرق لنيل مرتبة الولاية عند الصوفية أهمها:
نيل الولاية عن طريق خدمة الشيخ المرشد وطاعته في كل ما أمر به.
1 – خدمة الشيخ طريق الولاية
طريق الولاية مسدود إلا على يد الشيخ الموصل المرشد، والسبيل إلى نيلها يمر عبر خدمة الشيخ وقضاء حوائجه، يؤكد ابن عجيبة ذلك فيقول بأن: (الشيخ الغزالي والشيخ عبد الله الوزاني وغيرهما من الأولياء ما نالوا مرتبة الولاية وكمال الصلاح إلا بخدمة مشايخهم)( ).
ويحذر هو والصيادي من التجرؤ على سلوك طريق الولاية من غير شيخ فيقول رواية عن غيره: (لو كان الرجل يوحى إليه ولم يكن له شيخ لا يجيء بشيء)( ).
وقد قرروا أن (من لا شيخ له فشيخه الشيطان). بل حكموا عليه بالكفر فقالوا: «من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومتى كان شيخه الشيطان كان في الكفر حتى يتخذ له شيخا متخلقا بأخلاق الرحمن» .
بل صرحوا بأن كل من لم يتخذ له شيخا فهو عاص لله ورسوله ولا يحصل له الهدى بغير شيخ، ولو حفظ ألف كتاب في العلم.
قال الشيخ التيجاني: «من دخل زمرتنا ودخل غيرها تحل به المصائب دنيا وأخرى ولا يعود إليها أبداً إلا بتوبة نصوح» .
وزعمت فرقة الجنبورية أن شيخهم هو «إمام العصر والزمان و أن من لم يدخل في طاعته مات ميتة جاهلية وقتلو كثيرا من مخالفيهم واستباحو اغتيالهم» .
وقد ألف علي المتقي صاحب كنز العمال رسالتين للرد عليهم وهما (الرد على من حكم وقضى أن المهدي قد جاء ومضى، قال فيه: «ومن قبائحهم أنهم يعتقدون أن من أنكر بهذا السيد الماضي الذي ادعى المهدوية فهو كافر وبهذا الاعتقاد يكفرون جميع الخلق.
قال المهدي بن تومرت في رسالته إلى علي بن يوسف بن تاشفين رحمه الله أمير دولة المرابطين: قال: «وقد أمرني الله بإدحاض حجة الظالمين ودعاء الناس إلى اليقين ونسأل من الله أجر المحسنين لا تغتروا فإن المسلمين إليكم قادمون لقتال من زاغ وجنف وكفر بنعمة الله، وقد جاء في التنزيل أنكم لستم بمؤمنين ولا تؤمنون بلا إله إلا الله، وإنها كلمة تقولونها عند الخوف والتعجب، وتارك واحدة من السنة كتاركها كلها..».
ويأتي سيد الكفر بلا منازع (إبن عربي) فيقول ما نصه: « وما خلق الله أشق ولا أشد من علماء الرسوم على أهل الله المختصين بخدمته العارفين به من طريق الوهب الإلهي الذي منحهم أسراره في خلقه وفهمهم معاني كتابه و إشارات خطابه فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنه للرسل» .
ويزعم الشيخ الميرغني محمد عثمان شيخ الطريقة الختمية أن الله كلمه وقال له: «أنت تذكرة لعبادي، ومن أراد الوصول إلىَّ فليتخذك سبيلا، وأن من أحبك وتعلق بك هو الذي خلد في رحمتي، ومن أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العذاب الأليم» كتاب الطريقة الختمية بعنوان» .
يقول الشيخ على وفا: «الأشياخ لا يغفرون أن يشرك بهم، تخلقا بنظر مسمى أخلاق الله، فإذا رأيت أيها المريد شيخك يتشوش منك إذا أشركت في محبته شيخا آخر فإياك أن تسئ به الظن؛ بل أشهد أن ذلك من أخلاق الله الذي يقول: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ) .
هكذا يكون فقه الصوفية لآية النهي عن الشرك وهو الشرك بالشيخ. ولا تعجب بعد هذا المسخ في فهم الإسلام عندما ترى أعداء المسلمين يسارعون إلى نشر التصوف بكل ما أوتوا من قوة.
يقول الرئيس فيليب فونداس المستعمر الفرنسي:
«لقد اضطر حكامنا الإداريون وجنودنا في أفريقيا إلى تنشيط دعوة الطرق الدينية الإسلامية لأنها كانت أطوع للسلطة الفرنسية وأكثر تفهما وانتظاما من الطرق الوثنية» .
وتتجلى طريقة خدمة المريد لشيخه في اتباعه ومبايعته على السمع والطاعة، ومن يدعي التصوف وليس له شيخ يعتبر لقيطا عندهم، كما قال محمد أمين الكردي: (وأجمع العارفون على أن من لم يصح له نسب إلى القوم فهو لقيط في الطريق).
قال عبد المجيد الشرنوبي في شرح تائية السلوك: ثم قال المصنف رضي الله عنه :
ويدعى لقيطا أين حل مُعطلا ** وإن كان ذا علم كزوج عقيمة
دعيا مع السادات في كل موطن ** كذا نقلوه جل أهل الحقيقة
ففي نظرهم أن من لم يكن له شيخ فإنه يدعى أي يسمى عند القوم: لقيطا أينما حل أو نزل. واللقيط في الأصل الولد الملقوط أي المأخوذ من الأرض من غير أن يعلم له أب، والمراد مقطوع النسب.
وقوله معطلا أي من التحلية بالاندراج في سلك القوم وإن كان ذا علم؛ لأنه حينئذ يكون هو وعلمه كزوج امرأة عقيمة، لأن علمه لا ينتج له شيئا ،كالمرأة العقيمة التي لا تلد لزوجها. ولذا قال الغزالي: (إذا وجدتم الرجل قد طبق الأرض علماً ولم يكن له شيخ يوصله إلى سلسلة القوم فهو عقيم لم يكن يلقى الحكمة)اهـ.
وحينئذ يدعى دعياً مع السادات أي غير منسوب لهم في كل موطن فهو كابن الزنا عند القوم؛ كذا نقله جُلُّ أهل الحقيقة وهم السادة الصوفية .