(المحبة والوئام تلألأ في خيال المجد شام)

أما سورية الجريحة، فلها من الشعر ضماد جراحها البنفسجية، من شاعر يقطر قيما إسلامية، نافح ودافع عن قضايا هذه الأمة الأبية، إنه الشاعر السعودي الجنسية، الدكتور عبد الرحمن العشماوي:

إذا قيل: المحبةُ والوئامُ تلألأَ في خيال المجد شامُ
ولاحتْ في أصالتها دمشقٌ ورفرفَ فوق غوطتها الحمامُ
بلاد بارك الرحمنُ فيها وغرّد في مغانيها السّلام
يمدّ الفجر راحتهُ إليها مُعطّرةً، وفي فمه ابتسامُ
تظلّ دمشق نبراسَ المعالي وإنْ طال السُّرى، وجفا المنامُ
تهبُّ رياحها شرقاً وغرباً بما يرضى به القومُ الكرام
وتعصف ريحها بدعاةِ وهمٍ تمادوا في غوايتهم وهاموا
إذا ذكرت بلاد الشام طابتْ بها كلماتنا، وسما المقامُ
لأنّ الشام للكرماء رمز وإنْ أزرى بموقفها اللّئامُ
كأنّ الجامع الأموي فيها عظيمُ القومِ، بايعهُ العظامُ
ويبرزُ “قاسيون” كشيخِ قومٍ يحدّثهم وفي يده حسامُ:
لقد طال اغترابُ الشام عنّا وغيّب وجهها الصافي القتامُ
رمتها الطائفية منذ جاءت بقسوتها وأدمتها السّهامُ
بلادُ الشامِ مازالت تعاني ومازالت بحسرتها تُضامُ
سلوا عنها “حماةً” فهي تبكي وإنْ ضحكتْ وأسكتها اللجامُ
وإنّ ترابها مازال يشكو وفي ذرّاتهِ دمها الحرامُ
نشازٌ أن تكون الشامُ داراً لطائفةٍ سجيتها انتقامُ
يباعدها عن الإسلام وهمٌ وينخرُ في عقيدتها السَّقامُ
وفي محرابِ درعةَ ما يُرينا شواهدَ من جرائمها، تُقامُ
أيا أكنافَ بيت القدسِ إنّي أرى غيثاً يجود به الغمامُ
لقد آن الآوان لكسر قيدٍ فهبّي من قيودك يا شآمُ
لقد كان اختطافك باب ذلٍّ ومثلك بالمذلةِ لا يُسامُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *