شرح الدرر اللوامع في قراءة الإمام نافع الشيخ محمد برعيش الصفريوي

وحقيقة هاء الضمير هي: الهاء الزائدة الدالة على الواحد الغائب المذكر
فخرج بقيد (الزائدة): الهاء الأصلية نحو: هاء (كرهوا) و(نفقَه) و(أفأنت تكره) و(فواكه) فالهاء هنا واقعة لاما للكلمة.
قال الإمام الداني في إيجاز البيان :وإذا أتت الهاء وهي لام الفعل فليست بهاء كناية وإنما هي أصلية فلا تجوز صلتها بوجه إذ صلتها زيادة في كلمتها. هـ نقلا عن الفجر الساطع 2/ 28 المطبوع.
قلت وكذلك إن وقعت عينا للفعل كالهاء في نحو: (فانتهوا) و(لئن لم تنته) فالهاء فيها واقعة عينا للكلمة.
وخرج بقيد (الزائدة الدالة على الواحد): هاء السكت نحو الهاء من: (ماليه) و(كتابيه) (حسابيه) و(اقتده) وغيرها فهي وإن كانت زائدة فإنها لا تدل على الواحد وإنما هي هاء مجتلبة للوقف ولا تكون إلا ساكنة.
وخرج بقيد (الدلالة على الواحد المذكر الغائب): الدالة على المؤنث نحو: (بها) (إنها) (منها).
قوله: (الواحد) يعني الواحد المذكر الغائب
قوله: (والخلف في قصر ومد زائد) معطوف على قوله (القول) ومعناه : وهذا القول في بيان الخلاف بين ورش وقالون في (قصر) أي فيما يقرأ من الهاءات بالقصر والمراد به هنا حذف الصلة 1 (ومد زائد) أي وفيما يقرأ من الهاءات بالمد الزائد على الهاء 2 والمراد به هنا مد الصلة.
نص:
(واعلم بأن صـلة الضميــــــر بالواو أو بالياء للتكثيــــــــــر)
قوله: (واعلم بأن صلة الضمير) أي: اعرف وأيقن أيها الطالب بأن (صلة الضمير) أي مد هاء الضمير.
ومراده في هذا البيت بيان ما توصل به الهاء ولأي شيء توصل ؟
قوله: (بالياء) وذلك في حالة ما إذا انكسرت نحو: (به عليم).
قوله: (أو بالواو) أي في حالة ما إذا انضمت نحو: (إنه عليم)
3واعلم أن هاء الضمير المكسورة تجيء مسبوقة بكسرة نحو: (به) أو بياء ساكنة نحو: (فيه) و (عليه)
وأن المضمومة تجيء مسبوقة بضمة نحو (ربُّه) أو بفتحة نحو:(لَه) أو بسكون نحو:(منه) (عنه) 4 أو بواو ساكنة نحو (وما قتلتموه).
5وقد تجيء مسبوقة بكسرة وقد قرئ به في الشاذ قوله تعالى: (فخسفنا بِهُ وبدارِهُ الأرض) بضم الهاء وكسر ما قبلها .
وللعرب في هاء الضميرلغات:
الأولى: الضم والصلة مطلقا.
الثانية: الضم بلا صلة مطلقا.
الثالثة: االصلة بالياء إذا وقعت الهاء بعد كسرة أو ياء ساكنة.
الرابعة: الكسر من غير صلة إذا وقعت الهاء بعد كسرة أو ياء ساكنة.
6الخامسة: الإسكان وهي لغة قليلة قرئ بها: (إن الإنسان لربه لكنود)
7والأصل من هذه اللغات الضم والصلة بالواو مطلقا .
9قوله : (للتكثير) أي: لتكثير حروف هذه الهاء لأنها اسم وضع على حرف واحد 8 فاحتاج إلى التقوية بالصلة
إلى هنا انتهت حلقة هذا العدد والله تعالى أعلى وأعلم

———————–
1 – لقد استعمل الناظم القصر في نظمه هذا بمعان ثلاث في مواضع ثلاث:
الأول: في هاء الضمير في قوله (واقصر لقالون يؤده معا …) والمراد به حذف صلتها ويطلق عليه أيضا الاختلاس.
الثاني: في باب المد واللين ويراد به المد الطبيعي الذي يقابل التوسط والإشباع.
الثالث: في باب اللين وذلك في الوقف على نحو سوف وريب في قوله (وقف بنحو سوف ريب عنهما بالمد والقصر وما بينهما) والمراد به عدم المد بالكلية
2 – فلا يتوهم غيره كما في باب المد.
3 – قال أبو عمرو: والضم مع الياء أكثر منه مع الكسرة.همع الهوامع للسيوطي (1/230).
4 – إذ وقعت الهاء بعد ساكن فالأفصح اختلاسها سواء كان صحيحا نحو منه وعنه وأكرمه أو حرف علة نحو فيه وعليه هذا رأي المبرد وصححه ابن مالك وخص سيبويه ذلك بحرف العلة وقال الأفصح بعد غيره الإشباع واختاره أبو حيان أما بعد الحركة فالأفصح الإشباع إجماعا ومن غير الأفصح قوله: (له زَجَلٌ كأنّهُ صوتُ حادٍ **) همع الهوامع للسيوطي (1/230).
قلت: هذه المراجحة إنما هي من الناحية اللغوية وإلا فالقراءة سنة متبعة كل يقرأ بما أخذه عن شيخه
5- وقرأ بذلك حمزة وابن سعدان عن إسحق المسيبى قوله تعالى: (لأهلهُ امكثوا) وقرأ به الأصبهاني قوله تعالى (بهُ انظر كيف) في الأنعام وصلا
6 – همع الهوامع للسيوطي (1/230).
7 – قال السيوطي: هاء الغائب أصلها الضم كـ(ضربهُ ولهُ وعندهُ) وتكسر بعد الكسرة نحو: (مرّ بِهِ ولم يعطِهِ) وبعد الياء الساكنة نحو: (فيهِ وعليهِ ويرميهِ) إتباعا ما لم تتصل بضمير آخر فإنها تضم نحو: (يعطيهُمُوه ولم يعطهُموه) فإن فصل بين الهاء والكسر ساكن قلّ كسرها ومنه قراءة ابن ذكوان:(أرجئهِ وأخاه) ثم كسرها في الصورتين المذكورتين لغة غير الحجازيين أما الحجازيون فلغتهم ضم هاء الغائب مطلقا وبها قرأ حفص (وما أنسانيهُ) و(بما عاهد عليهُ الله)، وقرأ حمزة (لأهلهُ امكثوا) همع الهوامع للسيوطي (1/230).
وانظر إملاء ما من به الرحمن للعكبري ص9.
8- ولهذا كانت مبنية لشبهها الحرف في الوضع
9- هذا في الوصل وتحذف في الوقف لثقلها أو لقوة الضمة والكسرة بخلاف هاء المؤنث نحو: (لها) (منها) فإن صلتها تثبت لفظا و خطا وصلا ووقفا لخفة الفتحة وضعفها تحصيل المنافع ص36 مخطوط.
وقد اعترض صاحب تحصيل المنافع على الناظم في قوله (للتكثير) قائلا:ياليت شعري ما مراد المصنف بالتكثير مع أن الهاء مازالت اسما مبنيا على حرف واحد ولو وصل بالصلة . تحصيل المنافع ص36 مخطوط.
وقيل إنما وصلت بمد لخفائها وانفرادها وبه خالفت هاء نفقه . الفجر الساطع (2/31) المطبوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *