الذي يحدث هذه الأيام بالمغرب من طرف (الجمعيات النسوانية) ومن يسير في فلكها من (جمع المخنث غير السالم)، وخروجهم في فلكلور جاف ومبهرج؛ يشعر المرء بالشفقة نحوه ويصيب بالحيرة ولا يحتاج أي علامة استفهام، لكنه يظهر لمن لا يدرك خيوط اللعبة أنه أمر ذي بال بفعل التزوير الإعلامي والدجل الذي تمارسه صحافة الارتزاق.
ما الذي يحدث؟
إنه جعجعة بلا طحين، وبكاء تماسيح، وموعظة ثعالب وابتسامة ليث، وملمس أفعى لين، وهلم جرا. ففي غفلة من الزمن وعلى حين غرة ينتشر خبر انتحار فتاة بعد أن زوجت بمن اغتصبها، هكذا بدأت الحكاية درامية، بينما نهايتها أخذت تكشف كواليس المسرحية بعد نشر اعترافات الفتاة أمام القاضي بالعلاقة المحرمة التي جمعتها بـ(مغتصبها)! (متزوجها) (من زنى معها) وبرغبة منها.
وفي هذه اللحظة (الفلتة) ومع هذا الحدث الفرصة الذهبية، تلقفها المتربصون من النسوان والذكران، واستغلوا النهاية المأساوية للضحية، وجعلوا منها (مندبة) ومطية لتحقيق مآرب مكشوفة مفضوحة، وليس حزنا على وفاة بنت نتيجة واقع أخلاقي مؤلم ومحزن هم السبب فيه.
الغاية معلومة والهدف محدد، هو منع القاصرات من الزواج، ولا حرج على غير ذلك من الممارسات الشائنة والشاذة، على حافات الطرقات وأمام أبواب المدارس، وفي السر والعلن، وفي كل مكان، فهذا كله داخل في باب الحرية الشخصية التي لا يجوز تدخل أي طرف فيها بحكم القوانين الدولية المقدسة.
أما لو أرادت الزواج دون الثامنة عشرة فلتذهب الحرية الشخصية إلى الجحيم، وعندها تسل سيوف الوعظ العلماني وقوانين المنع الجائر، ويكثر المتدخلون في الحياة الشخصية بدعوى أنهن قاصرات لا يعرفن المصلحة والمفسدة.
أين هذا المنطق من علاقات الحرام؟
لم لا يتم التدخل بالمنع، والمطالبة بدوريات أمنية لاعتقال ومعاقبة كل من يلتحف قاصرا أو يحتضنها، أو يحملها في سيارته لقضاء ساعات في المجون مع من لا تقدر على الزواج لكنها تقدر على أشياء أخرى؟!
لقد سلك بنو علمان مسلكا أخلاقيا وعظيا، وذرفوا دموع التماسيح على عرض القاصر الهالكة، وصرخوا في الخرجات الباهتة وزمجروا أمام (الكاميرات) و(الميكرفونات) أن أنقذوا أعراض القاصرات، القاصرات وكفى، أنقذوهن من التزويج؟!!
أما أعراض غير القاصرات فهي مستباحة لأنها من الحرية؛ أعراض جحافل العاهرات في الداخل والخارج بعضهن فقط من حملهن قهر الزمان على أن يأكلن كسرة خبز ملطخة بدم العرض، من يبكي لهن؟
أم أنهن يمارسن أقدم مهنة في التاريخ، يا للسخرية! وهذا موضوع ذو شجون وأشجان.
العرض عند المسلم كل لا يتجزأ، فهو واحد كان لقريب أو بعيد، من أهل البلد أو من خارجه، لا يتميز بلون أو جنس أو لغة أو جغرافيا، فكل مسلمة عرضها كرامته على رقابنا، لأننا أمة الجسد الواحد، ولنا في قصة المعتصم عبرة بالغة لمن كانت عروقه تفيض بدم الرجولة، عرضنا في الوطن العزيز يستباح من أجل الميزانية، وسمعتنا في الحضيض من أجل مؤشر التنمية، ووجوه لم يبق فيها مزعة لحم نتيجة سياسة متبعة، وتهور لم يجد من يوقفه عند حده لكثرة المسترزقين بدم الشرف والمصطادون في الماء العكر.
هذا العرض المسلم مستباح في أماكن أخرى ولأسباب أخر، نتيجة حقد على أمة الإسلام وعلى أهل الحق، فيعمد إليه الأعداء لتدنيسه نكاية في المسلمين باعتبار تنجيسه ضربة في مقتل، وجرح لا يندمل مع مر السنين، لمن لا زال عنده شيء من الإحساس.
كم كان عرض أخواتنا المسلمات يستباح في غير ما مكان منذ البوسنة والهرسك، وها هي آخر صيحاتهم تأتي من سوريا الجريحة.
فأين أنتم يا بني علمان أيها الراقصون على الجراح؟
لا زال عندكم متسع من اللامبالاة لتقيموا مهرجانات للعهر وآهات الشريفات لم تنقطع بعد، ألا يستحق هؤلاء النسوة من الجمعيات النسائية صرخة مدوية لتوقف نزيف الأعراض في مسلخة التدنيس؟
أم أن هذا ليس لكم فيه إذن من السيد المطاع؟
لقد سقط القناع عن القناع؛ وثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا الأعراض تهمكم ولا الشرف يشغل بالكم ولا الكرامة عندكم ذات بال. وإلا فعلى ما يدل دفاعكم عن كل ما يؤدي إلى الزنا والاغتصاب والتحرش وهلم جرا من عري واختلاط وأفلام ومهرجانات وتشجيع على العلاقات خارج إطار الزواج.. حتى إذا جنت على نفسها براقيش، وبدا لكم في الأمر مغنما مع المانحين صرختم، يا العار!!