مسرحية أممية دموية.. جمهورٌ لبيب ومُخْرِجٌ بليد!!

أجل!! إنها مسرحية دولية وحشية دموية، لكنها فاشلة فشلاً ذريعاً. فالجمهور المخاطَبُ بها هو الشعب السوري بخاصة؛ والعرب والمسلمين بعامة.
وهو جمهور أثبتت التجربة العملية بما لا يدع للشك مَنْفَذاً أنه أذكى من جميع الممثلين على خشبة مجلس الظلم والخوف الدولي، وأنه يمد لسانه هزءاً بالمُخْرِج المتمرس على هذه الألاعيب وبالملقن القابع في حفرة مخفية لئلا يراه المتفرجون!!
وها هو “المجتمع الدولي” يقدم أحدث فصول خداعه في المسرحية الملهاة/الماساة فيتمطى بعد ثلاثة عشر شهراً من الصمود الأسطوري السوري في مواجهة وحشية ليس لها في التاريخ شبيهٌ، يتمطى ليُصْدِرَ أول قرار بشأن حمامات الدم في بلاد الشام على يد ملالي قم وأداتهم عصابة عائلة الأسد الحاقدة المهووسة بالدم والاستكبار والضغائن المتراكمة على ملايين السوريين.
لقد وزع الوزر عن حرب الإبادة -بحسب توصيف منظماته الحقوقية لما يجري- وزع الوزر بين القتلة والضحايا مناصفةً!! ولذلك أوجب على العصابة وعلى فرائسها -من شهداء وجرحى ومعوقين ومعتقلين ومهجرين- أوجب على الطرفين معاً وبالتساوي الكف عن العنف!!
والذريعة الشكلية التي يتخفى وراءها المُخْرج الصهيوني بثياب أمريكية هي مساومة موسكو البائسة على صيغة مشروع القرار لكي يولد بلا طعم ولا لون ولا رائحة باستثناء عفن التآمر المفضوح على الشعب السوري البطل.
ولو أن شخصاً هرب من مستشفى للأمراض العقلية قتل خمسة من اليهود أو النصارى أو البوذيين… بسيارته من دون قصد، لقامت قيامة تجار حقوق الإنسان في عواصم الجور والعدالة الانتقائية ولم تقعد.
هنالك تسقط المبررات وتبهت الأعذار وتنتهي الحلول الوسط، فلا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.
وما لنا وللافتراضات، ألم تتذرع واشنطن بدماء قتلاها في شتنبر 2001م لتغزو أفغانستان والعراق وتدمرهما تماماً، من دون تحقيق موضوعي للتثبت من هوية المسؤول!!
وإلا فقد سكت القوم على مجازر بشار دهراً ونطقوا هجرا، وتمخض الجبل فأنجب قراراً تافهاً، أقصى ما فيه إرسال بعثة مراقبين لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، تتكون من ثلاثين شخصاً!! سبحانك هذا بهتان عظيم..
فالفرية الأولى تتمثل في مصطلح وقف إطلاق النار، وكأنه بين جيشين متحاربَيْن بينهما حد أدنى من التكافؤ في موازين القوة العسكرية، في حين يعلم العميان أن هنالك جيشاً جراراً يقتل شعباً أعزل ويمارس في حقه جرائم حرب وفقاً لتقارير منظمات غربية ودولية، وأن قلة من شرفاء الجيش انشقوا على ظلمه وقرروا الدفاع عن حراك أهليهم السلمي، وليس معهم سوى بنادق فردية غنموها من عصابات الأسد أو اشتروها من هؤلاء المستعدين لبيع أي شيء في مقابل المال!!
ولذلك استبق الثوار السوريون الأذكياء القرار التعس لمجلس الأمن فرفعوا شعارات تقول: لا تكذبوا علينا فما حاجتكم إلى مراقبين وعندكم أقمار صناعية؟
وفي الجلسة التي صدر فيها “القرار التاريخي” فضحت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “سوزان رايس” سياسة واشنطن من حيث لا تدري، إذ سردتْ قائمة طويلة ودقيقة جداً بأبرز عناوين وحشية النظام، والسؤال الذي يميط اللثام عن حقيقة الموقف الأمريكي التابع للمصالح اليهودية: عرفتم كل هذا فماذا فعلتم؟
أم تريدون منا أن نلغي عقولنا لنصدق تمثيليتكم الهزيلة عن رضوخكم لتعنت موسكو؟
فهل من عاقل ينسى أنكم دمرتم الصرب المعتدين في كوسوفا من دون قرار لمجلس الأمن؟
وما من متابع يجهل أن ضرب الصرب يعني ضرب موسكو ذاتها فهم شركاؤها في الدين والعرق والثقافة!!
إن شعوبنا أذكى من ألاعيبكم المكشوفة، وإلا فكيف ترفض عصابات بشار سحب الأسلحة الثقيلة في المهلة الأولى، فإذا بكم تكافئونها بقرار هزيل يتناسى السلاح الثقيل تماماً، ويتحدث عن وقف لإطلاق النار؟
ألم تبلغكم أنباء 67 انتهاكاً لوقف النار ارتكبها النظام السوري في اليوم الأول من المهلة الثانية، وأنباء 81 خرقاً قام بها في اليوم الثالث؟
..نحن لا نتهمكم بالغباء فأنتم ذوو عقول جبارة وإن كانت موظفة للشر والعدوان، لكننا نجزم بأن مُهَلَكم المتتالية تنم عن مدى عدائكم لشعوبنا لأنها تعبير عن مكنونات عقلكم الباطن الذي يتمنى نجاح عصابات بشار في وأد الثورة، في حين تؤكد لكم عقولكم الواعية استحالة ذلك!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *