هو أبو القاسم بن أحمد بن الأستاذ أبي الحسن علي بن إبراهيم الزياني، الأديب الكاتب الجماع المعمر وزير الدولة المغربية وسفيرها.
طلبه وشيوخه
ولد بفاس سنة 1147 وأخذ بها عن أحمد بن الطاهر الشركي وابن الطيب القادري صاحب النشر والقاضي بوخريص وأبي حفص الفاسي والتاودي بن سودة وبناني ونسخ حاشيته، ورحل إلى الحجاز عام 1169 صحبة والده ثم رحل ثانيا إلى الآستانة سفيرا عن السلطان سيدي محمد بن عبد الله عام 1200 ثم سنة 1216 أيضا.
ولقي بإسطنبول الشيخ كمال الدين أحمد بن ركن الدين مصطفى بن خير الدين واختصر تأليفه في التاريخ وأجازه به وبمؤلفاته.
ولقي بمصر الشيخ سليمان الفيومي والمؤرخ عبد الرحمن الجبرتي وإسماعيل العباسي المؤرخ.
ولقي بدمشق سعد الدين حفيد الشيخ عبد الغني النابلسي وكمال الدين الغزي وغيرهما، وروى إجازة عن السلطان سيدي محمد بن عبد الله حديث أبي ذر الطويل عن ابن عبد السلام بناني من طريق ابن غازي كما في فهرسته.
مؤلفاته
“الترجمانة المعرب عن دول المشرق والمغرب”، و”الترجمانة الكبرى بستان الأدباء والكتاب، (مدرج مع كتاب الترجمانة)”، و”البستان الذري في دولة أولاد مولاي الشريف”، و”ألفية السلوك في وفيات الملوك”، “شرح هذه الألفية في دول الإسلام إلى عصره”، و”الدرة السنية الفائقة في كشف مذاهب أهل البدع من الخوارج والروافض والمعتزلة والزنادقة”، و”تحفة الحادي المطرب، في رفع نسب شرفاء المغرب”، و”درة السلوك، فيما يجب على الملوك”، و”رحلة الحذاق لمشاهدة البلدان والآفاق”، و”جوهرة التيجان وفهرسة اللؤلؤ والياقوت والمرجان في الملوك العلويين وأشياخ مولانا سليمان”، و”كشف الأسرار، في الرد على أهل البدع الأشرار”، و”رشف الحميا، في علم السيميا، وبطلان علم الكيمياء”، و”نصيحة المغتربين في بطلان التدبير للمعترين”، و”التاج والإكليل في مآثر السلطان الجليل”، و”تحفة النبهاء في التفريق بين الفقهاء والسفاء”، و”شرح الحال والشكوى للكبير المتعال (منظومة)”، و”تاريخ الولاية المحمودة البدء والنهاية (في التعريف بالمولى عبد الرحمن بن هشام)”، و”قصة المهاجرين المعروفين بالبلديين بفاس”، و”الروضة السليمانية في ملوك الدولة العلوية ومن تقدمها من الدول الإسلامية”، و”مقامة في العائلة الفاسية توجد ضمن مجموع بالخزانة العامة”…
تحليته
قال فيه تلميذه ابن رحمون: “العلامة المؤرخ الصدر المشارك سيدي بلقاسم بن الخير الناسك السيد الحاج أحمد بن علي بن إبراهيم الزياني”.
قال فيه معاصره المسند محمد بن محمد الصادق بن ريسون في أول فهرسته: “الفقيه العلامة النحرير الفهامة الكاتب البارع الجامع المانع المشتغل بما ينفعه دنيا وأخرى وملكته عليه قاصرة من نشر العلم وتأليفه وتدوينه على أسلوب حسن واصطلاح مستحسن، لم يسبق إليه ولم يعرج من قبله عليه، فتآليفه كلها حسنة رفيعة نفيسة بديعة يستحسنها كل من رآها ويغتبط بها كل من يقرؤها وذلك دليل على سعادته وحسن نيته وجميل طويته الشيخ الأشهر والعلم الأطهر الضابط للألفاظ المحقق للمعاني سيدي أبو القاسم قاسم بن أحمد الزياني”.
قال فيه العلامة عبد الله كنون رحمه في نبوغه: “من صدور كتاب الدولة الشريفة ووزرائها المشاهير كان له معرفة بالتاريخ والأدب، له قلم حديدي ولسان سليط، وفيه جرأة وصرامة، لعب أدورا مهمة في السياسة المغربية”.
يتبع