محمد المكي البِطَاوري (1274هـ/1355-1857م/1936م)

هو أبو عبد الله محمد المكي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد القادر بن سعيد بن حجي البطاوري1 الرباطي العلامة المشارك المطلع المتفنن الأديب الماهر ولد في ربيع الأول عام 1274هـ/1857م.
هو شيخ الجماعة بالرباط في وقته؛ وأعلم علمائه وأعلامه قدرا وأسناهم فخرا، مطلع مشارك في كافة العلوم الشرعية متمكن في الأدوات اللازمة من العلوم العربية والفنون الأدبية انتهت إليه الرياسة في ذلك، وفاق علماء زمانه ارتجالا ومساجلة، وحاز قصبات السبق في ميدان الجزالة والبراعة؛ وهو من الذين رزقوا الإعانة على التأليف فألف الكثير بالنسبة لأهل عصره، مع الجودة والتلخيص والرونق في التدريس والحفظ؛ وحسن الإلقاء والتبليغ والتفهيم؛ وحلاوة المنطق والبعد عن الحشو في كل ذلك. إلى ما جبل عليه من الأخلاق الكريمة، والشيم الفاضلة، والتواضع والتنازل مع الكبير والصغير على رفعة القدر وجلالة المنصب وتعظيم الخاصة والعامة.
شيوخه:
تلقى العلم رحمه الله عن جماعة من العلماء كالعلامة أبي إسحاق إبراهيم بن محمد التادلي الرباطي، وعمه أبي عبد الله محمد التهامي بن علي البطاوري، والأستاذ أبي عبد الله الهاشمي بن أحمد الزياني، والقاضي أبي العباس أحمد مُلين، والقاضي أبي عبد الله بن إبراهيم وسميه القاضي ابن عبد الرحمن البريبري وأبي زيد عبد الرحمن لُبريس وأبي حفص عمر عاشور، وأبي عبد الله محمد المكي بن عمرو، وأبي عبد الله محمد بن أحمد دنية والشيخ أبي حامد العربي بن السائح، وأبي العباس أحمد بناني وغيرهم كثير..
تواليفه:
له رحمه الله تواليف عديدة منها:
“أزهار الأغصان المهصورة من رياض أفنان المقصورة” هو شرح على مقصورة المكودي، و”الدروس الحديثية في المجالس الحفيظية”، و”اقتطاف زهرات الأفنان من دوحة قافية ابن الونان” وهو شرح على الشمقمقية، “شرح الأرجوزة الفائقة المستعذبة الرائقة فيما يحتاج الأتاي إليه ويتوقف شربه وإقامته عليه” لأديب فاس عبد السلام الأزموري، “الاستسعاد بشرح قصيدة بانت سعاد”، وشرح البيقونية، وتقييد على الموطأ، وهو عبارة عن حواش وتقريرات وضعها على نسخته من الموطأ، تقييد في ختم الموطأ، طرر وهوامش على نسخة من مختصر الإمام البخاري لابن أبي جمرة، وشرح لامية العرب، وشرح لامية الأفعال وغيرها من المؤلفات…
توليته:
استخدم أولا كاتبا مع صهره النائب السلطاني بطنجة محمد بركاش سنة 1290هـ، وفي سنة 1297 سافر في معيته في سفارته إلى إسبانيا، وفي سنة 1301 سافر معه ثانيا إلى إسبانيا ومنها إلى فرنسا ثم انكلترا وفي سنة 1304 توجه حاجا وفي سنة 1311 عينه السلطان المولى الحسن الأول لتعليم أولاده فتوجه إلى قبيلة مزاب حيث كانوا؛ وفي سنة 1223 عين قاضيا برباط الفتح وما زال به إلى أن أعفي سنة 1333هـ.
موقفه من أهل البدع:
كان رحمه الله من العلماء الذين ساندوا الشيخ المكي الناصري في مواجهته للطرقيين، كما قام بتقريظ كتاب الشيخ الناصري الإظهار بقوله:
هذا دواء البريــه *** تبـــين منه الـمزيه
لمن أحب المزايا *** وحاز خير السجيه
فالعــلم كنز ثمين *** لمــــن نحـــاه بنيه
معــتكفا بحــــماه *** بالعزم والأريحـيه
وفاته:
توفي رحمه الله ليلة الأربعاء ثاني محرم سنة 1355هـ/ 25 مارس 1936م، ودفن بالرباط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- انظر الأعلام للزركلي، إتحاف المطالع لابن سودة، من أعلام الفكر المعاصر للجراري، سل النصال لابن سودة، دعوة الحق العدد 5 ذو القعدة 1384هـ/مارس 1965م، معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة أو المدهش المطرب لعبد الحفيظ الفاسي، إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *