تتركز مهمة عملية “الهلال الأخضر 2012” على رصد كل شيء عن الرئيس الجديد، مأكلُه ومشربُه، عدد ساعات وسلوكيات نومه ويقظته، أين يجلس وأين ينام؟ من هُم أصدقاؤه المُقربون؟ ماهي تركيبة شخصيته؟ هل هو انفعالى أم متوازن؟ متى يغضب وماذا يضحكه أو يُسعده؟
هذا بجانب إعداد ملف كامل عن طفولته، نشأته أقاربه، معارفه وجيرانه، وأي نوع من الهواتف الجوالة سيستخدم محمد مرسي، وهل وضعت الأقسام الفنية داخل القصر الجمهوري والأجهزة الأمنية خطة تأمين الخطوط الأرضية لتليفونات الرئيس؟ وهل قامت بعمليات تفتيش دقيقة للأماكن الحالية والمُستقبلية لاجتماعات وإقامة الرئيس.
لقد قام قسم “العمليات وتجنيد العُملاء” بجهاز “الموساد” بتجهيز عاجل لملف الرئيس محمد مرسي، (وهو القسم الذي يتولى مسؤولية القيام بأعمال التجسُس في كافة البلدان حول العالم، من خلال المكاتب المُنتشرة تحت ستار وهمي يحمل مسميات العلاقات الدبلوماسية غير الرسمية)، ولا تشمل الخطة التجسس على الرئيس المصري الجديد فقط بل على فريق عمله السياسي، إلى جانب البحث والعمل على تجنيد شخصية مصرية ذات ثقل، تكون قريبة من الرئيس لنقل المعلومات التي لا يمكن أن ترصدها أجهزة التنصت أو التجسس الحديثة.
من أهم أهداف عملية الهلال:
• الاطلاع في وقت مُبكر على أي خطة تقارب أو تعاون بين مصر تحت حُكم مرسى وحركة حماس الفلسطينية.
• مدى جدية الخارجية المصرية في موافقة رئيس مصر على إعادة العلاقات المصرية الإيرانية إلى درجة دبلوماسية عالية.
• مُراقبة مسارات وحدوث تطورات في علاقة مصر بتركيا.
• التأكد من تفاصيل خطة مرسى في إحداث تغييرات هيكلية في الإدارات السياسية والاقتصادية.
• علاقة القصر الجمهوري بالمجلس العسكري المصري، والتأكد من حقيقة الاتفاق بين رئيس الجمهورية والجيش في توزيع الأدوار، خاصة حال ضرورة اتخاذ قرار قد يؤثر على أمن وسلامة “إسرائيل”، سواء التحضير لحرب قادمة، أو ممارسة ضغوط دبلوماسية دولية على الدولة العبرية، لإرغام الكيان الصهيوني على قبول تعديلات على اتفاقية كامب دافيد للسلام.
وقد تم طرح الخطة في اجتماع شديد السرية ضم عدداً قليلاً من جنرالات الجيش الصهيوني إلى جانب شخصيات استخباراتية في جهازي “الموساد” و”أمان” في منطقة نائية خارج تل أبيب، وتم في هذا الاجتماع التأكيد على الاستفادة من تجربة العميل “بابل، أشرف مروان”.
كما عمل على إعداد خطة “الهلال الأخضر 2012” أكثر من قسم بالموساد والجيش، منها قسم “العمل السياسي والتنسيق الدولي” بالموساد، (وهو يقوم بإدارة الأنشطة السياسية بالتنسيق مع أجهزة الاستخبارات بالدول الصديقة، وأيضاً مع الدول التي لا تربطها علاقات دبلوماسية وطيدة مع “إسرائيل” من أجل ترتيب عمليات تجنيد عُملاء جُدد في مصر يكونون على مقربة من الرئيس).
واقترح هذا القسم أن تنطلق المهمة من باريس، كما شارك في الخطة أيضاً قسم العمليات الخاصة “المتسادا” المُكلف بالاغتيالات والتصفيات الجسدية للشخصيات التي تعتبرها “إسرائيل” تهديدًا للأمن القومي، بالإضافة إلى أعمال التخريب والإسناد العسكري وحملات الحرب النفسية، وأسندت لهذا القسم مهمة عمل قوائم جديدة لشخصيات مصرية، قد يكون لها تأثيرات على سياسة الرئيس الجديد لمصر.
كما شارك بالخطة أيضاً قسم الحرب النفسية المسؤول عن شن الحروب النفسية، والحملات الإعلامية الموجهة والعمليات الخداعية، وسيتولى هذا القسم وفقا للخطة استهداف مصر بتركيز لم يسبق له مثيل، وتم الاتفاق على أن يتم الاستعانة بقسم الأبحاث داخل الموساد، لإعداد تقارير يومية وأسبوعية وشهرية، إضافة إلى رصد آخر تطورات الشارع المصري ومدى استجابته للرئيس المنتخب د. محمد مرسى وذلك على مدار الساعة.
ولتسهيل تنفيذ الخطة تقرر تكليف 15 مكتباً بمهام جديدة، في مناطق جغرافية تستهدف سفارات وقنصليات مصر في الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، دول أوروبا الغربية، أمريكا اللاتينية، موسكو، الصين، أفريقيا، دول المغرب العربي، ليبيا، العراق، الأردن وسوريا..
أيضاً تم تكليف قسم العلوم والتكنولوجيا في جهاز “الموساد” بسُرعة تطوير كافة الإمكانات العلمية ووسائل التكنولوجيا الحديثة، لدعم العمليات التي سيقوم بها الموساد في مصر، والتركيز على الشباب المصري، خاصة العاطلين عن العمل من المهندسين والمتخصصين في علوم الإلكترونيات والحاسب الآلي، والعمل على تجنيد الشرائح المُناسبة منهم للعمل لدى “الموساد”، ولهذا الغرض ستسعى “إسرائيل” في الفترة المقبلة إلى تأسيس شركات تكنولوجيا المعلومات في مصر، تحت غطاء مؤسسات أوروبية وعربية مُشتركة.
(المركز الفلسطيني للإعلام)