توجد مدينة مليلية في الشمال الشرقي للمملكة المغربية، على بعد 13 كلم. شمال مدينة الناظور، وتعد من المدن التابعة للنفوذ الإسباني، منذ أن احتلها الإسبان سنة 1497م، بنوها في أول الأمر على شكل قلعة محصنة بسور عال مطلة على البحر الأبيض المتوسط، والتي تسمى الآن بـ”Melilla bieja” وتعني: مليلية العجوز بالإسبانية، تم توسيع رقعتها وتسييجها بعد استقلال المملكة المغربية إلى مساحة تقدر بـ12 كلم مربع، ولها امتداد ساحلي على طول ثلاث كيلومترات يدعى “pasio maritimo” الممر البحري.
وقد عرف الإسبان مقاومة عنيفة من طرف المقاومة الريفية بالخصوص طيلة القرون الماضية، ومن طرف الدولة المغربية بشكل عام، حاصرها السلطان المغربي محمد بن عبد الله العلوي سنة 1778م. لكن محاولته باءت بالفشل بفضل مدافعها التي ما تزال شاهدة وقابعة في أماكنها على أسوار القلعة، وكانت أشرس مقاومة عرفها الأسبان على يد المجاهد الشريف محمد أمزيان “1912-1907″، والأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي (1921-1926)، استمرت مضايقات جيش التحرير لجنودها طيلة سنوات الاحتلال ولم تستقر إلا بعد استقلال الريف المغربي وجلاء الاحتلال الاسباني.
تحوي هذه المدينة الصغيرة من حيث المساحة وعدد السكان مقارنة بالمدن المغربية الأخرى بقلبها على ثاني أكبر وأحسن مكتبة في شمال إفريقيا بعد مكتبة الإسكندرية بمصر، وتحتوي بدورها على عدد كبير من الكتب في شتى المجالات وعدد لا يستهان به من المخطوطات التاريخية لشمال المغرب ومخطوطات إسبانية بالدرجة الأولى.
تتواجد بمليلية أكبر الثكنات العسكرية الإسبانية التي تستقطب مجموعة كبيرة من المرتزقة، ويدعون بالريغولاريس “Regularesà”، والمدينة محاطة بسياج عال مراقب بأحدث التقنيات والكاميرات، تتخلله خمسة أبواب هي على التوالي: أبرزها باب بني أنصار في الجنوب، ثم باب “باريوتشينو” “bario chino”، ثم باب” اياسينان” المغلق منذ سنوات يليها باب “فرخانة” الغربي وأخيرا باب “مار يواري” المخصص للتلاميذ الممدرسين داخل المدينة.
وقد عرف باب بني أنصار في الشهور الأخيرة عدة وقفات احتجاجية وصلت أحيانا إلى درجة إغلاق الباب بالأقفال من طرف بعض المحتجين المغاربة، وتأتي هذه التصعيدات بعد تأسيس اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر..
(موقع سفاري بتصرف)