الإصابة في بيان خصائص منهج أهل السنة والجماعة الإسلام هو السنة, والسنة هي الإسلام ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر فمن السنة لزوم الجماعة

كثرت المناهج في زمننا هذا حتى أن الكثير من الناس قد حاروا في خضم ذلك إلا أن المنهج الصحيح الذي لا يتصور أن يختلف فيه اثنان أو ينتطح في عنزان: منهج أهل السنة والجماعة, أتباع السلف الصالح.

قال البربهاري رحمه الله في شرح السنة: “اعلموا أن الإسلام هو السنة, والسنة هي الإسلام ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر فمن السنة لزوم الجماعة, فمن رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالا مضلا, والأساس الذي تبنى عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عهليه وسلم ورحمهم الله أجمعين, وهم أهل السنة والجماعة, فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع وكل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار”.
وعليه فإن التمسك بمنهج أهل السنة والجماعة: فريضة شرعية, وضرورة بشرية, ويتبين ذلك بالوقوف عند الخصائص الفريدة التي تميز بها هذا المنهج المبارك ومن أهمها وأظهرها:
1ـ الوسطية والاعتدال سواء أكان في باب العقيدة أم الأحكام والسلوك.
2ـ الاقتصار في التلقي على الكتاب والسنة والاهتمام بهما والتسليم لنصوصهما وفهمهما على مقتضى فهم السلف الصالح.
3ـ ليس لأصحاب هذا المنهج إمام معظم يأخذون كلامه كله ويدعون ما خالفه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4ـ ترك الخصومات في الدين ومجانبة أهله وترك الجدال والمراء في مسائل الحلال والحرام, والدخول في الدين كله.
5ـ تعظيم السلف الصالح, والاعتقاد بأن طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم.
6ـ رفض التأويل الفاسد والاستسلام للشرع, مع تقديم النقل على العقل (تصورات الأذهان) واخضاع الثاني للأول.
7ـ الجمع بين النصوص في المسألة الواحدة ورد المتشابه إلى المحكم.
8ـ أصحابه يهدون إلى الحق ويرشدون إلى الصراط المستقيم, بثباتهم على الحق وعدم تقلبهم واتفاقهم على أمور العقيدة, وجمعهم بين العلم والعبادة وبين التوكل على الله والأخذ بالأسباب وبين الخوف والرجاء والحب والبغض في الله, وبين الرحمة واللين للمؤمنين والشدة والغلظة على الكافرين.., وعدم اختلافهم لاختلاف الزمان والمكان مع سعة صدورهم للخلاف المعتبر.
9ـ لا يسم أصحابه بغير الإسلام والسنة والجماعة واتباع السلف الصالح ونحو ذلك من الألقاب الشرعية.
10ـ الحرص على نشر العقيدة الصحيحة والدين القويم وتعليم الناس وارشادهم والنصيحة لهم والاهتمام بأمورهم.
11ـ أصحابه أعظم الناس صبرا على أقولاهم ومعتقداتهم ودعوتهم، ولو فتنوا بأنواع الفتن.
12ـ الحرص على الجماعة والألفة والدعوة إليها وحث الناس عليها ونبذ الفرقة وتحذير الناس منها.
13ـ عصمة أصحاب هذا المنهج من تكفير بعضهم بعضا ثم هم يحكمون على غيرهم بعلم وعدل وورع فهم أعلم الناس بالحق وأرحمهم بالخلق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *