لماذا اخترنا الملف؟
فرنسا عند جوقة عرابي القيم الغربية من العلمانيين والوصوليين والانتهازيين وفلول المرتزقة الذين لا يزالون يقاتلون في صفوفها حتى بعد اندحارها عن بلادنا؛ هي بلاد الأنوار والحريات والأخوة والمساواة والقيم الإنسانية النبيلة، حتى أن رئيس تحرير يومية “الأحداث المغربية”؛ المشهور بنزقه وخفته وطيشه؛ صدَّر مقالا له نشر بتاريخ 18 يناير 2013م بعنوان وقح: “حمقى الله”، أكد فيه أن فرنسا هي أكثر دولة تحترم حقوق الإنسان في العالم!
ويستغرب المرء أمام تجاهل هذا الماضي الإجرامي وهذا الحاضر الذي لا يقل إجراما، من طرف هذه الجوقة المطبلة التي لم تستطع تحرير عقلها من الاحتلال الفرنسي، فأنى لها أن تحرر أمتها وتنهض بها.
فتاريخ فرنسا الدموي في إفريقيا بعامة وشمالها بخاصة لا يكاد يخفى على مطلع أو متتبع؛ بله الباحث ومن يوجه الرأي العام الوطني؛ ولكننا -وللأسف الشديد- ابتلينا بجهلة؛ يبيح الواحد منهم لنفسه الكلام في كل شيء دون أهلية أو تمكن، هذا إن لم نقل بالعملاء الذين يخدمون أجندات غربية مسطرة معروفة ويسعون إلى تطبيقها على أرض الواقع.
ولتسليط الضوء على جانب مظلم قاتم من تاريخ فرنسا العلمانية الامبريالية، اخترنا هذا الملف، لنعرف العدو من الصديق والحليف من المتآمر، تاريخ أسود ارتأينا أن نذكر به في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها أمتنا، كي لا يطويه النسيان، في واقع اختلطت فيه الحقائق والتبست فيه المفاهيم.
ونذكر أننا لم نغص في همجية فرنسا وحروبها الدينية وحملاتها التوسعية والاستعمارية، قبل ثورة الأنوار والحرية والعدالة والإخاء والمساواة، فقد اخترنا مقتطفات همجية من تاريخ فرنسا العلمانية الديمقراطية فقط، واقتصرنا على جرائمها في بعض البلدان الإفريقية فحسب.