مما حاول به عدنان إبراهيم الدلالة على وجود الموضوع والمكذوب والمتناقض في حديث الصحيحين زعمه وجود تعارض بين قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض)؛ وبين كون الإيمان ينفع عند نزول عيسى عليه السلام وانتشار الإسلام واندثار فاسد الأديان حين (يهلك الله الملل كلها إلا ملة الإسلام).
وقد أتي عدنان مرة أخرى للأسف من التسرع والاغترار بعقله المتواضع جدا!
فحديث مسلم يدل على أن انغلاق باب التوبة والإيمان يكون بعد ظهور تلك الثلاثة.. كلها.. لا بعضها.
وقد ورد في البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مَغْرِبها، فإذا رآها الناس آمن من عليها. فذلك حين: {لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}.
وفي حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد وغيره بلفظ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} قال: طلوع الشمس من مغربها.
وهذا دال على أن طلوع الشمس من مغربها مانع مستقل من قبول التوبة والإيمان، فيتعين أنها آخر الثلاثة.
وهو ظاهر اختيار ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم، ولا يعكر صفو هذا ما صح عند مسلم من أن (أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها)؛ فإنه قد ورد أيضا أن الدجال أول الآيات والجمع بينهما أن أولوية الدجال أرضية؛ وأولوية طلوع الشمس من مغربها سماوية.. وهذا جمع حسن جدا.
فقد اختاره ابن حجر رحمه الله فقال في الفتح (11/353/دار المعرفة): (الذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض وينتهي ذلك بموت عيسى عليه السلام وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي وينتهي ذلك بقيام الساعة).
غريبة:
هاتفني بعض الإخوان مرة فأخبرني أنه دار بينه وبين بعض الشباب حوار حول الدجال.. فقلت له.. لعله متأثر برجل اسمه عدنان إبراهيم.. فكان ما ظننت.. وكلمني ذاك الشاب وعرض علي هذه المسألة نفسها وكان مما ألزمني كتابة هذا المقال ولله الحمد.