أوضح الطريق إلى الله
قال الإمام أبو علي الحسن بن علي الجوزجاني رحمه الله: “الطريق إلى الله كثيرة, وأوضح الطريق وأبعدها عن الشبه: اتباع السنة قولا وفعلا, وعزما وعقدا ونية, لأن الله سبحانه وتعالى يقول:وإن تطيعوه تهتدوا” النور 54.
فقيل له: وكيف الطريق إلى السنة؟
فقال: مجانبة البدع, واتباع ما أجمع عليه الصدر الأول من علماء الإسلام, ولزوم طريقة الاقتداء” الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للسيوطي 5-6 تحقيق عاشور.
العلم حياة القلوب
قال ابن القيم رحمه الله: “قال بعض العارفين: أليس المريض إذا منع الطعام والشراب والدواء يموت؟ قالوا: بلى. قال: فكذلك القلب إذا منع عنه العلم والحكمة ثلاثة أيام يموت”.
وصدق, فإن العلم طعام القلب وهو ميت, ولكن لا يشعر بموته, كما أن السكران الذي قد زال عقله, والخائف الذي قد انتهى خوفه إلى غايته, والمحب المفكر. قد بطل إحساسهم بألم الجراحات في تلك الحال, فإذا صحوا وعادوا إلى حال الاعتدال أدركوا آلامها” من درر ابن القيم إعداد الحلبي 145.
فتنة الدهماء
قال الإمام الماوردي رحمه الله: “مع أن لكل جديد لذة, ولكل مستحدث صبوة, وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان” رواه أحمد, وهو صحيح.
فتصير البدع فاشية, ومذاهب الحق واهية, ثم يفضي الأمر إلى التحزب والعصبية, فإذا رأوا كثرة جمعهم وقوة شوكتهم, داخلـَهم عز القوة ونخوة الكثرة, فتضافر جهال نسالهم, وفسقة علمائهم بالميل على مخالفيهم, فإذا استتب لهم ذلك, زاحموا السلطان في رئاسته, وقيموا عند العامة جميل سيرته, فربما انفتق ما لا يرتق, فإن كبار الأمور تبدو صغارا” درر السلوك في سياسة الملوك 120-121.