اعتبر رفيقي أن معاوية باغ من البغاة، وحكمه ليس خلافة. واعتذر عن قوله في درس سابق “خلافة معاوية” واعتبر أن هذا سبق لسان منه.
(باحو): علماء أهل السنة يرون أن معاوية صحابي جليل لأنه أسلم وتاب، وأغلب الصحابة كانوا يعبدون الأصنام. ولا ذنب أكبر من ذلك؛ والإسلام يجُب ما قبله. وخلافه مع علي رضي الله عنه كان فيه مجتهدا متأولا، وكان معه صحابة كثيرون على هذا الرأي. وعلي رضي الله عنه أفضل منه بمراحل عديدة وهو الأحق بالأمامة.
قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله (أي: أحمد بن حنبل)، وسئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص، أيقال له رافضي؟ فقال: «إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحد أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا له داخلة سوء». السنة لأبي بكر بن الخلال (2/447) والبداية والنهاية (8/132).
وقال النووي في شرح مسلم (15/149): وأما معاوية رضي الله عنه فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء رضي الله عنه، (ثم ذكر حربه مع علي)، ثم قال: ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم رضي الله عنهم أجمعين. انتهى.
والمجتهد خطؤه مغفور، وقد شهد له ابن عباس بالفقه: عن ابن أبي مليكة: قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: إنه فقيه. رواه البخاري (3764). فهذا ابن عباس أحد فقهاء الصحابة المتفق على جلالتهم وفقههم شهد لمعاوية بالفقه، إذن فاجتهاد معاوية إما له به أجر أو أجران. فبطل ما زعم الأستاذ.
بل زاد رفيقي فأكد أن كل من كان ضد علي في صفين بما فيهم معاوية فهم في النار.
(باحو): وهذه زلة عظيمة وسقطة كبيرة. فالذي كان ضد علي في صفين: معاوية وعمرو بن العاص وطلحة والزبير وعقبة بن عامر وعشرات الصحابة. وزعم أن ذلك بنص حديث رسول الله، بل بنص فهمك الخاطئ لحديث رسول الله والمخالف لفهم علماء السنة. وهذا هو التشيع الغالي كما قدمت. فعليك أن تتقي الله تعالى وتتوب من هذا المنكر العظيم.
قال ابن تيمية في الفتاوى (35/ 58): من لعن أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ونحوهما،… فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين.. انتهى.
واتهامُهم بالنار كما فعل رفيقي أعظمُ من سبهم.
وقال (35/62): ومعاوية وعمرو بن العاص وأمثالهم من المؤمنين لم يتهمهم أحد من السلف بنفاق، بل قد ثبت في الصحيح أن عمرو بن العاص لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم قال: على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي، فقال يا عمرو أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله. ومعلوم أن الإسلام الهادم هو إسلام المؤمنين لا إسلام المنافقين.
وقال (35/65-66): فلو كان عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وأمثالهما ممن يتخوف منهما النفاق لم يولوا على المسلمين، بل عمرو بن العاص قد أمره النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يول على المسلمين منافقا… فكيف يكون هؤلاء منافقين والنبي صلى الله عليه وسلم يأتمنهم على أحوال المسلمين في العلم والعمل… بل جميع علماء الصحابة والتابعين بعدهم متفقون على أن هؤلاء صادقون على رسول الله مأمونون عليه في الرواية عنه، والمنافق غير مأمون على النبي صلى الله عليه وسلم بل هو كاذب عليه مكذب له. وإذا كانوا مؤمنين محبين لله ورسوله، فمن لعنهم فقد عصى الله ورسوله. انتهى.
ولعل في كلام ابن تيمية ما يكفي لرد ما تفوه به الأستاذ.