أحاديث منتشرة لم تثبت في باب الاعتقاد

حديث:
“عند ذكر الصالحين تنزل الملائكة”وفي لفظ تنزل الرحمة”.
درجته: لا أصل له.
انظر: الأحاديث التي لا أصل لها33، تحذير المسلمين152، المقاصد720، تمييز 885، اللؤلؤ341، المصنوع201، النخبة 209، التذكرة193، الفوائد757/1414، الموضوعات في الإحياء115، إتقان ما يحسن 1/1148.

حديث:
“لو حسن ظن أحدكم بحجر لنفعه الله به”
وفي لفظ “لو اعتقد أحدكم”.
درجته: لا أصل له.
انظر: التمييز1083، النوافح1531، تنزيه2/316، الأسرار376، المقاصد883، الفوائد الموضوعة188، تحذير المسلمين581، مجموع الفتاوى 24/335، الأحاديث الضعيفة والموضوعة وخطرها17.
التعليق: (حديث) موضوع مكذوب وهو ما يستدل به المخرفون على اعتقادهم بالأوثان والقبور وعبادة الأصنام. (النخبة 269).
وقال الإمام ابن القيم: هو من كلام عباد الأصنام الذين يحسنون ظنهم بالأحجار. الضعيفة1/450، قاعدة جليلة148.
وهذا الحديث مما يناقض دين الإسلام، والله بعث الرسول صلى الله عليه وسلم لإخراج الناس من عبادة الأحجار والأشجار والجن وكافة المخلوقات؛ وتجريد التوحيد لله الواحد القهار.
ومما يشهد بوضعه مناقضته لما جاء به القرآن الكريم والسنة الصحيحة الصريحة مناقضة بينة لما فيه من مدح للباطل.

حديث:
“توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم”.
درجته: لا أصل له.
انظر: الضعيفة22/1، الحاوي بتخريج الفتاوي111، مجموع الفتاوى1/319و346، الرد على البكري 12و460، قاعدة جليلة715، الدعاء للعوايشة42، الألفاظ الموضحات12.
التعليق: هذا الحديث كذب، ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث، ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث، مما لا شك فيه أن جاهه صلى الله عليه وسلم ومقامه عند الله عظيم، فقد وصف الله تعالى موسى بقوله: {وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً} [الأحزاب: 69]، ومن المعلوم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى، فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى، ولكن هذا شيء، والتوسل بجاهه -صلى الله عليه وسلم- شيء آخر، فلا يليق الخلط بينهما كما يفعل بعضهم، إذ إن التوسل بجاهه -صلى الله عليه وسلم- يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه، وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل، إذ إنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكها، فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة، وهذا مما لا سبيل إليه البتة، فإن الأحاديث الواردة في التوسل به صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين: صحيح، وضعيف.
أما الصحيح، فلا دليل فيه البتة على المدعى، مثل توسلهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء، وتوسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم فإنه توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم، لا بجاهه ولا بذاته -صلى الله عليه وسلم-، ولما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن، كان بالتالي التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن، وغير جائز.
ومما يدلك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما استسقوا في زمن عمر، توسلوا بعمه صلى الله عليه وسلم العباس، ولم يتوسلوا به صلى الله عليه وسلم، وما ذلك إلا لأنهم يعلمون معنى التوسل المشروع، وهو ما ذكرناه من التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك توسلوا بعده صلى الله عليه وسلم بدعاء عمه، لأنه ممكن ومشروع.
وكذلك لم ينقل أن أحداً من العميان توسل بدعاء ذلك الأعمى، وذلك لأن السر ليس في قول الأعمى: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة…، وإنما السر الأكبر في دعائه صلى الله عليه وسلم له كما يقتضيه وعده صلى الله عليه وسلم إياه بالدعاء له، ويشعر به قوله في دعائه: اللهم فشفعه في، أي: اقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم، أي: دعاءه في، وشفعني فيه، أي: اقبل شفاعتي، أي: دعائي في قبول دعائه صلى الله عليه وسلم في.
فموضوع الحديث كله يدور حول الدعاء، كما يتضح للقارئ الكريم بهذا الشرح الوجيز. الضعيفة 1/30، وفتاوى اللجنة الدائمة 1/87؛88-228،231.
..انظر خلاصة ذلك في رسالة بعنوان: فصل المقال وإرشاد الضال في توسل الجهال؛ تأليف أبي بكر محمد عارف خوقير؛ تحقيق ودراسة أبي بكر بن سالم الشهال. انظر: أحاديث منتشرة لم تثبت في العقيدة والعبادات والسلوك؛ لأحمد بن عبد الله السلمي. بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *