لم تعد الحرب الشيعية ضد أهل السنة في سوريا خافية على أحد، فقد أصبح التحالف الشيعي بين بشار ومليشياته من جهة، وإيران بذراعيها الخبيثين في كل من لبنان والعراق واضحا، فبينما تتوارد الأنباء عن تسلل آلاف العناصر من حزب الله اللبناني إلى الأراضي السورية، للمشاركة في ذبح الشعب السوري في القصير، يأتي الخبر الأخطر اليوم من العراق، حيث شاركت الطائرات الحربية التابعة للمالكي بقصف الشعب السوري في دير الزور.
لقد كانت انتفاضة الشعب العراقي السني في وجه سياسات المالكي الشيعية الإقصائية سندا قويا لثورة الشعب السوري، كما كانت انتفاضة سنة لبنان ضد سياسات حزب الله سببا آخر للجم شيطان إيران التوسعي في المنطقة، بل وخطرا بات يؤرق ساستها وعملاءها في المنطقة كلها.
فرغم الحصار المفروض على دخول الأسلحة إلى ثوار سوريا، ورغم تدفق الأسلحة والعتاد بشكل كبير لقوات بشار، ورغم مساندة إيران وحزب الله والمالكي لبشار بالرجال والمقاتلين، إلا أن الجيش الحر ما يزال يحقق إنجازات هائلة وانتصارات مذهلة، على مختلف الجبهات، لعل آخرها جبهة القصير على الحدود اللبنانية، وجبهة دير الزور التي أوشكت على التحرر بالكامل من بشار وزبانيته، ولعل هذا ما أقض مضاجع إيران، فأوعزت لعميلها في العراق أن يقوم بقصف دير الزور القريبة من الحدود العراقية.
فقد أعلنت الجبهة الشرقية لهيئة أركان الجيش السوري الحر، أن طائرات حربية عراقية قصفت مدينة العشارة بدير الزور، ما أدى إلى سقوط 7 شهداء على الأقل وعشرات الجرحى.
وأوضحت الجبهة في بيانها أن طائرات حربية شوهدت وهي قادمة من الحدود العراقية قامت بارتكاب مجزرة مروعة في مدينة العشارة بريف دير الزور ؛ حيث راح ضحيتها نحو 7 أشخاص على الأقل، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
وأكد بيان الجبهة الشرقية أن هذه الضربة إنما هي تغطية للجرائم والانتهاكات التي تقوم بها ميلشيات الأسد في دير الزور وريفها، وفي ذات الوقت هي محاولة لإشغال الثوار المحاصرين للمقرات الأسدية في دير الزور وخصوصًا مطار دير الزور العسكري الذي أوشك على السقوط.
لقد بات المالكي ورقة إيرانية تستعمله في الحرب الدائرة في سوريا كلما لزم الأمر، فرغم الاضطرابات الأمنية الخطيرة في العراق، إثر الاحتجاجات التي تشهدها منذ عدة أشهر ضد سياسات المالكي الإقصائية، إلا أن ذلك لم يحل دون استعمال المالكي لمساندة بشار بالأسلحة والذخائر، كلما اضطر الأخير إلى ذلك بإيعاز من إيران رأس الفتنة والشر في المنطقة.
فقد كشف قيادي بارز في ائتلاف (العراقية) بزعامة إياد علاوي في وقت سابق، عن مخطط المالكي وطهران ودمشق وحزب الله في لبنان، لإنقاذ نظام الأسد قبيل انهياره، والذي نفذه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باقتحام قواته ساحة المعتصمين في مدينة الحويجة السنية، المؤيدة للثورة السورية بمحافظة كركوك شمال العراق.
وأكد القيادي أن إيران كثفت ضغوطها في الفترة الأخيرة على المالكي للاستمرار بمدِّ الأسد بالأسلحة والأموال لدفع رواتب قواته التي تقاتل الثورة السورية، إضافة إلى إمدادات النفط والغاز التي تعتبر حيوية لتشغيل المعدات العسكرية.
ومع كل هذه التحالفات والمؤامرات، ومع التواطؤ الغربي والأممي ضد الثورة السورية، ومع التقاعس العربي والإسلامي الواضح والفاضح فيها، إلا أن أبطال هذه الثورة يتوعدون ويهددون كل من يتدخل في شؤونهم، ويساند عدوهم بشار في قتلهم، وينفدون وعيدهم وتهديدهم.
فقد حذروا حزب الله من التوغل في الأراضي السورية عبر القصير، وها هم اليوم ينفذون وعيدهم وتحذيرهم، فيقتلون العشرات من حزب الله، ويأسرون آخرين ويحتفظون بجثث قادة بارزين في صفوفه.
وها هم اليوم يحذرون المالكي من مغبة تدخله في سوريا، فقد وجَّهت الجبهة الشرقية لهيئة أركان الجيش السوري الحر في بيانها تهديدات شديدة اللهجة لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قائلة: نقول للمالكي وحكومته: إن تدخلكم بهذه الطريقة الخبيثة ضد الشعب سوف تحاسبون عليه عاجلاً غير آجل.
وتابع البيان أن هذا الانتهاك الصارخ الذي تمارسه قوات المالكي ضد أهالينا في دير الزور بالاشتراك مع كتائب الأسد لن يغفر ولن يمر دون حساب.
فهل سيفهم المالكي هذه الرسالة؟!
أم أنه كنظيره نصر اللات لا يفهم إلا بعد أن يقتل من زبانيته ويأسرون؟؟