حملة “لننعم جميعا بالدفء” تختتم نسختها الأولى في رحل واحة دادس إبراهيم بيدون

بعد المحطات الثلاث السابقة التي استهدفت كلا من: منطقة إتزر بإقليم ميدلت، وست دواوير بجماعة ستي فاضمة على رأسها دوار تيزي نوشك على علو 1600 متر على سطح البحر، ثم المحطة الثالثة التي استهدفت أربعة دواوير في نفس الجماعة أهمها دوار تميشي على علو 2100 متر على سطح البحر..
جاء الدور في المحطة الرابعة -التي كانت خاتمة النسخة الأولى للحملة (2012-2013)- على مجموعة من الرحل في منطقة آيت سدرات الجبل العليا التابعة لواحة دادس (بومالن دادس) التي يخترقها واد بويقلا (أو وادي دادس)، وهي حملة تمت بالتنسيق مع مع جمعية كسابة آيت سدرات الجبل؛ التي يترأسها السيد لحسن الرحماني.
ففي يوم الجمعة 19 أبريل 2013م مع الساعة السابعة صباحا انطلقت القافلة المكونة من ثلاث سيارات تحمل 15 مشاركا، متوجهة نحو بومالن دادس مرورا -بعد تجاوز الطريق السيار- بمدينة الحاجب، آزرو، تمحضيت، ميدلت، الراشدية، كلميمة، تنجداد، تنغير، بومالن دادس، ثم إلى دوار إمزودار حيث النزل الذي بات فيه المشاركون، وقد وصلت عقارب الساعة إلى السابعة مساء، بعد سير مسافة 900 كيلومتر تقريبا.
وبعد لحاق شاحنة المساعدات بالركب صباح يوم السبت؛ تم التوجه إلى سوق جماعة آيت سدرات الجبل العليا، وتم إنزال الحمولة التي بلغت 14 طنا، مكونة من المواد الغدائية الأساسية والملابس والأحذية لجميع الأعمار وملابس الرضع وبعض حاجياتهم، وهي مساعدات استفادت منها أكثر من 120 أسرة، إضافة إلى لعب للأطفال وحلويات، استفاد منها أزيد من 150 طفلا.
وفي صبيحة يوم الأحد تم توزيع المساعدات على الأسر المستفيدة التي حضر أولياؤها أو نوابهم، وتمت إنابت السيد الرحماني رئيس جمعية “الكسابة” لإيصال المساعدات لم يحضر إلى أصحابها، بما في ذلك 60 كيسا مملوءة بالحلويات واللعب لأطفالهم (الرحل) الذين يعيشون وضعية صعبة مع الظروف المعيشية القاسية في الخيام وبعد المسافة عن أقرب دكان أو مستوصف؛ إذ يحتاج التنقل إليهم في قمم جبال الأطلس الكبير إلى أربعة ساعات من الطريق ركوبا على الجمال.
ومن صور قساوة العيش في تلك المناطق وجود مساكن منحوتة داخل الجبال الصخرية، لا يظهر منها إلا الباب الأمامي، مع شح الأراضي الفلاحية، وانعدام المرافق الضرورية أو ضعفها، وأما الأطفال فقد كانت حاجتهم الكبيرة إلى الهدايا التي تقدم إليهم تترجم أحيانا بالتدافع لأجل نيلها والسبق إليها.
وبهذه المحطة الرابعة تختتم النسخة الأولى من الحملة الوطنية “لننعم جميعا بالدفء” لموسم (2012-2013)، والتي أسهم في إنجاحها بعد توفيق الله عز وجل وفضله وكرمه؛ مجهودات مجموعة من الشباب الغيور على بلده والمحب للخير والراغب في ممارسة قيم التضامن والتكافل والإحسان ومساعدة المحتاجين، بالإضافة إلى كرم المحسنين وحسن ظنهم في الشباب، مع تعاون السلطات المحلية في كل المناطق المستهدفة..
وفي الموسم المقبل بإذن الله سنكون مع النسخة الثانية من الحملة، ورغبة القيمين عليها المزيد من التنظيم والعطاء والتميز للإسهام في بناء هذا البلد الحبيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *