ْآيات تفهم على غير وجهها إبراهيم الصغير

قوله تعالى: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَاٌ} البقرة:233.
قد يعتقد البعض أن الفصال المذكور في الآية بمعنى الطلاق بينما هو الفطام.
قال البغوي وقال قوم: هو حد لكل مولود بأي وقت ولد؛ لا ينقص رضاعه عن حولين إلا باتفاق الأبوين؛ فأيهما أراد الفطام قبل تمام الحولين ليس له ذلك إلا أن يجتمعا عليه، لقوله تعالى: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ}، وهذا قول ابن جريج والثوري ورواية الوالبي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال القرطبي: و”فصالا” معناه فطاما عن الرضاع، أي عن الاغتذاء بلبن أمه إلى غيره من الأقوات.
والفصال والفصل: الفطام، وأصله التفريق، فهو تفريق بين الصبي والثدي، ومنه سمي الفصيل، لأنه مفصول عن أمه.
قال الماوردي و(الفصال): الفصام، سمي فصالاً لانفصال المولود عن ثدي أمه، من قولهم قد فاصل فلان فلاناً إذا فارقه من خلطة كانت بينهما.

قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} النحل:6.
كلمة (تريحون)، ليست من الراحة.
قال الطبري: (جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ) يعني: تردّونها بالعشيّ من مسارحها إلى مراحها ومنازلها التي تأوي إليها، ولذلك سمي المكان المراح، لأنها تراح إليه عشيا فتأوي إليه، يقال منه: أراح فلان ماشيته فهو يريحها إراحة، وقوله (وَحِينَ تَسْرَحُونَ) يقول: وفي وقت إخراجكموها غدوة من مُراحها إلى مسارحها، يقال منه: سرح فلان ماشيته يسرحها تسريحا، إذا أخرجها للرعي غدوة، وسَرحت الماشية: إذا خرجت للمرعى تسرح سرحا وسروحا، فالسرح بالغداة، والإراحة بالعشيّ.

قوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} طه:18.
(أهش بها على غنمي) تفهم على أنها من الزجر في رعي الغنم.
قال البغوي: {وأهش بها على غنمي} أضرب بها الشجرة اليابسة ليسقط ورقها فترعاه الغنم.
قال ابن كثير: {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} أي: أهز بها الشجرة ليسقط ورقها، لترعاه غنمي.
قال عبد الرحمن بن القاسم: عن الإمام مالك: والهش: أن يضع الرجل المحجن في الغصن، ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره، ولا يكسر العود، فهذا الهش، ولا يخبط. وكذا قال ميمون بن مهران أيضا.
وقرأ عكرمة “وأهس” بالسين غير المعجمة، أي: أزجر بها الغنم، و”الهس”: زجر الغنم.

قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} القصص:11.
(عَن جُنُبٍ) ليس المقصود ما يتبادر إلى الذهن أنها من الجنابة؛ بل معناها عن بعد.
قال ابن جرير الطبري: وقوله: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ} يقول تعالى ذكره: فقصت أخت موسى أثره، فبصرت به عن جنب: يقول فبصرت بموسى عن بعد لم تدن منه ولم تقرب، لئلا يعلم أنها منه بسبيل.
قال الواحدي: {وقالت لأخته} لأخت موسى {قصيه} اتَّبعي أثره فاتَّبعته {فبصرت به عن جنب} أبصرته من بعيدٍ {وهم لا يشعرون} أنَّها أخته.
قال ابن الجوزي: وقالت لأخته قصيه قال ابن عباس: قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا، أي: أحي هو، أو قد أكلته الدواب؟ ونسيت الذي وعدها الله فيه.
وقال وهب: إنما قالت لأخته: قصيه، لأنها سمعت أن فرعون قد أصاب صبيا في تابوت. قال مقاتل: واسم أخته: مريم.
قال ابن قتيبة: ومعنى (قصيه): قصي أثره واتبعيه، فبصرت به عن جنب أي: عن بعد منها عنه.
ومنها قوله تعالى في سورة النساء: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}(36).
قال البغوي: (وَالْجَارِ الْجُنُبِ) أي: البعيد الذي ليس بينك وبينه قرابة.
قال الماوردي: (وَالْجَارِ الْجُنُبِ) فيه قولان: أحدهما: الجار البعيد في نسبه الذي ليس بينك وبينه قرابة، وهو قول ابن عباس ومجاهد.
والثاني: أنه المشرك البعيد في دينه.
والجنب في كلام العرب هو البعيد.
وبهذا فسر المفسرون (قصيه عن جنب) بعن بعد.

قوله تعالى: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَاٌ} البقرة:233.
قد يعتقد البعض أن الفصال المذكور في الآية بمعنى الطلاق بينما هو الفطام.
قال البغوي وقال قوم: هو حد لكل مولود بأي وقت ولد؛ لا ينقص رضاعه عن حولين إلا باتفاق الأبوين؛ فأيهما أراد الفطام قبل تمام الحولين ليس له ذلك إلا أن يجتمعا عليه، لقوله تعالى: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ}، وهذا قول ابن جريج والثوري ورواية الوالبي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال القرطبي: و”فصالا” معناه فطاما عن الرضاع، أي عن الاغتذاء بلبن أمه إلى غيره من الأقوات.
والفصال والفصل: الفطام، وأصله التفريق، فهو تفريق بين الصبي والثدي، ومنه سمي الفصيل، لأنه مفصول عن أمه.
قال الماوردي و(الفصال): الفصام، سمي فصالاً لانفصال المولود عن ثدي أمه، من قولهم قد فاصل فلان فلاناً إذا فارقه من خلطة كانت بينهما.

قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} النحل:6.
كلمة (تريحون)، ليست من الراحة.
قال الطبري: (جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ) يعني: تردّونها بالعشيّ من مسارحها إلى مراحها ومنازلها التي تأوي إليها، ولذلك سمي المكان المراح، لأنها تراح إليه عشيا فتأوي إليه، يقال منه: أراح فلان ماشيته فهو يريحها إراحة، وقوله (وَحِينَ تَسْرَحُونَ) يقول: وفي وقت إخراجكموها غدوة من مُراحها إلى مسارحها، يقال منه: سرح فلان ماشيته يسرحها تسريحا، إذا أخرجها للرعي غدوة، وسَرحت الماشية: إذا خرجت للمرعى تسرح سرحا وسروحا، فالسرح بالغداة، والإراحة بالعشيّ.

قوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} طه:18.
(أهش بها على غنمي) تفهم على أنها من الزجر في رعي الغنم.
قال البغوي: {وأهش بها على غنمي} أضرب بها الشجرة اليابسة ليسقط ورقها فترعاه الغنم.
قال ابن كثير: {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} أي: أهز بها الشجرة ليسقط ورقها، لترعاه غنمي.
قال عبد الرحمن بن القاسم: عن الإمام مالك: والهش: أن يضع الرجل المحجن في الغصن، ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره، ولا يكسر العود، فهذا الهش، ولا يخبط. وكذا قال ميمون بن مهران أيضا.
وقرأ عكرمة “وأهس” بالسين غير المعجمة، أي: أزجر بها الغنم، و”الهس”: زجر الغنم.

قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} القصص:11.
(عَن جُنُبٍ) ليس المقصود ما يتبادر إلى الذهن أنها من الجنابة؛ بل معناها عن بعد.
قال ابن جرير الطبري: وقوله: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ} يقول تعالى ذكره: فقصت أخت موسى أثره، فبصرت به عن جنب: يقول فبصرت بموسى عن بعد لم تدن منه ولم تقرب، لئلا يعلم أنها منه بسبيل.
قال الواحدي: {وقالت لأخته} لأخت موسى {قصيه} اتَّبعي أثره فاتَّبعته {فبصرت به عن جنب} أبصرته من بعيدٍ {وهم لا يشعرون} أنَّها أخته.
قال ابن الجوزي: وقالت لأخته قصيه قال ابن عباس: قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا، أي: أحي هو، أو قد أكلته الدواب؟ ونسيت الذي وعدها الله فيه.
وقال وهب: إنما قالت لأخته: قصيه، لأنها سمعت أن فرعون قد أصاب صبيا في تابوت. قال مقاتل: واسم أخته: مريم.
قال ابن قتيبة: ومعنى (قصيه): قصي أثره واتبعيه، فبصرت به عن جنب أي: عن بعد منها عنه.
ومنها قوله تعالى في سورة النساء: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}(36).
قال البغوي: (وَالْجَارِ الْجُنُبِ) أي: البعيد الذي ليس بينك وبينه قرابة.
قال الماوردي: (وَالْجَارِ الْجُنُبِ) فيه قولان: أحدهما: الجار البعيد في نسبه الذي ليس بينك وبينه قرابة، وهو قول ابن عباس ومجاهد.
والثاني: أنه المشرك البعيد في دينه.
والجنب في كلام العرب هو البعيد.
وبهذا فسر المفسرون (قصيه عن جنب) بعن بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *