خطورة البغي وقطيعة الرحم الظلم ظلمات في الدنيا والآخرة إن الله ليملي للظـالم، فإذا أخـذه لم يفلته

لا يخفى على كل مسلم أن الشريعة جاءت بكل خير ونهت عن كل شر وقطعية، ومن ذلك البغي وقطعية الرحم كما جاء من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من ذنب أجدر (أي أحق وأولى) أن يُعجِّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة (أي مع يؤجله له من العقوبة في الآخرة) من البغي وقطيعة الرحم” (أخرجه أبو داود والترمذي، وابن ماجه)، والبغي هو الظلم، والرحم هم: ذوو الأرحام والأقارب، كالعم، والخال، والعمة، والخالة، وأبناؤهم، وبناتهم، وقطيعة الرحم: عدم وصلهم وزيارتهم والسلام عليهم.
من الأحكام في الحديث:
1ـ الظلم ظلمات في الدنيا والآخرة، يستحق صاحبه العقوبة العاجلة في الدنيا فيراها قبل موته، وقد تضافرت الآيات والأحاديث في التحذير من الظلم قال تعالى: “مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ” غافر، وقال سبحانه: “فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ” (إبراهيم)، روى الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليملي للظـالم، فإذا أخـذه لم يفلته” ثم قـرأ: “وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليمٌٌ شديد”.
2ـ الظلم أنواع، ورأسه: الشرك بالله تعالى، قال تعالى في ذكر وصايا لقمان لإبنه: “يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ” (لقمان).
ومن الظلم: ظلم الأسرة والأولاد بعدم تربيتهم التربية الإسلامية الحقة، ومنه أيضاً: ظلم الناس بعامة، بالاعتداء عليهم، أو بخسهم حقوقهم، أو النيل من أعراضهم، ومنه أيضاً: الظلم بالتقصير في أداء المصالح العامة، كعدم الإيفاء بمتطلبات الأعمال، أو تأخير مصالح الناس ونحو ذلك، ومنه أيضاً: ظلم العمال والأجراء ببخسهم حقوقهم، أو تكليفهم ما لا يطيقون.
3ـ للرحم في دين الله شأن عظيم، يجب وصلها، وتحرم قطيعتها، فقد روى البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرأوا إن شئتم”: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ” (محمد).
4ـ صلة الرحم تكون: بالزيارة، والسؤال عن الحال، والاطمئنان على القريب، والتلطف بالخطاب، كما تكون بإهداء الهدايا المناسبة، والتهنئة فيما يحصل من الخير، ومساعدة المدين المعسر في سداد شيء من دينه، والسعي له في سداده، وبذل الجاه، وقضاء الحاجات، والدعاء بالتوفيق والمغفرة، وغير ذلك.
5ـ صلة الرحم تزيد في العمر، وتبارك فيه، كما تزيد المال وتنميه، بالإضافة إلى تكفير السيئات، ومضاعفة الحسنات، وإرضاء الخالق جل وعلا، روى البخاري وغيره عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أحب أن يبسط له فيرزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه”، ومعنى ينسأ له في أثره: يؤجل له في عمره.
6- العقوبات التي يسلطها الله – تعالى -على بعض عباده قد تكون في الدنيا وقد تؤجل في الآخرة، فلينتبه المسلم لنفسه فلا يحقر شيئاً من الذنوب أو المعاصي عندما لا يرى أثرها في الدنيا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *