الحاج المفضل أفيلال يرثي تطوان

هو الحاج المفضل بن محمد بن الهاشمي أفيلال التطواني حلاه العلامة محمد داود بقوله: “العالم الأديب المشارك في مختلف العلوم..”.
درس بالقرويين، وتصدى للتدريس ببلده، بإزاء تعاطيه للتجارة كما تولى الإمامة والخطبة في بعض المساجد بتطوان والقصر الكبير وتوفي رحمه الله بتطوان في 1 رجب 1304هـ/12مارس 1887م.
لما سقطت تطوان في أيدي الإسبان رثاها بقصيدة يقول فيها:

يا دهر قل لي على مه

نصبته للدَّواهي

خفضت قدر مقام

ملكته لأعاد

فالدين يبكي بدمع

على مساجد أضحت

كم منزل لشريف

صار كنيفا لعلج

وكم وكم من أمور

تبكي عليها عيون

تطوان ما كنت إلا

أو كخطيب تردّى

بل كنت روضا بهيجا

أو كمحيا عروس

فاقت بهاء وحسنا

رماك بالعين دهر

ففرّق الأهل حتى

ما كان أحلى زمانا

مضى لنا مع بدور

ما بين إنشاد شعر

وشملنا في التئام

حنَّ السرور إليه

ساعده السعد حتى

يا حسنها من ليال

تطوان يا دار أنس

هل للوصال سبيل

والقلب ذاب اشتياقا

والوجد أضعف جسما

يا أهل تطوان صبرا

دوام حال محال

إن غاب نجم سعود

فسوف يطلع بدر

فاعتصموا برجاء

وحسنوا الظنّ تنجوا

وفوضوا الأمر لله

ما فاز إلا ذكيّ

حيث أقامه يرضى

ولا يزل ذا انتظار

يراقب الله سرًّا

يطلب حسن ختام

كسرت جمع السلامة

ولم تخف من ملامه

للرفع كان علامه

ليست تساوي قلامة

يحكيه صوب الغمامة

تباع فيها المدامة

وعالم ذي استقامة

ولم يراع احترامه

للدين فيها اهتضامه

كآبة وندامة

بين البلاد حمامة

من بعد لبس العمامة

زهرك أبدى ابتسامه

علاه في الخد شامة

فاسا ومصر وشامه

ولا كزرقا اليمامة

لم يبق إلا ارتسامه

وما ألذ غرامه

ذوي نهى وفخامه

وبين إنشا مقامه

والبسيط يهوى التئامه

شوقا ورام التثامه

نال المنى ومرامه

لو لم تصر كالمنامة

وخيس أهل الزعامة

فالهجر أكمل عامه

وحسرة واستهامة

وكاد يبري عظامه

فما لخطب أدامه

وهل لظل إقامة؟

ولاح نجم شآمة

يمحو سناه ظلامه

وارعوا بصدق ذمامه

دنيا ويوم القيامة

يكف عنا انتقامه

قدَّم خيرا أمامه

ولو بقصر كتامة

في كل وقت ختامه

وجهرة باستدامه

وحل دار المقامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *