أعلنت جبهة علماء الأزهر عن إدانتها الشديدة للمجزرة التي يرتكبها الاحتلال “الإسرائيلي” في قطاع غزة، مطالبةً الدول الإسلامية بـ”تصفية العلاقات السياسية مع “إسرائيل”، وعدم التذرع بأية ذريعة من ذرائع الدبلوماسيات المقيتة”.
وقالت الجبهة في بيان نشرته على موقعها على شبكة الإنترنت: “الأمة الإسلامية والعرب في مقدمتها أمة عزيزة، كريمة، تأبى الضيم طبعا لا تستنيم للخسف خلقا ودينا، وما كان لليهود والصليبيين أن يطمعوا في عزتها على هذا الوجه الشائه لولا اطمئنان هؤلاء المجرمين إلى فاعلية القوانين الجائرة في أمتنا، وخور الساسة وسوء طوياتهم تجاهنا”.
ورأت الجبهة أن “إسرائيل” لم تكن لتقدم على هذه الجريمة الشنعاء في غزة والتي أودت بحياة نحو 300 فلسطيني وجرح أكثر من 1000، “لو كانت المساجد في مصر على حالها الذي كانت عليه مذ أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمُه..”.
واعتبرت الجبهة أن شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي بمصافحته الأخيرة للرئيس “الإسرائيلي” أعطى للاحتلال غطاءً لجريمته الجديدة. وقالت الجبهة: إن “إسرائيل” ما كانت “تستطيع أن تستجيب الآن لهواتف الغدر الذي جبل عليه اليهود ففعلوا ما فعلوا لولا أنها سعدت بتصريح صديق وحبيب المجرم “بيريز” الذي استخف بالأعراف المستقيمة، وبدهيات العقول الصحيحة بعد أن ربتَ بكلتا يديه على يد “أخيه” الملوثة بدماء شهداء قانا وتل الزعتر، ومرج الزهور، وبحر البقر..
كما أكدت الجبهة أن “هؤلاء المجرمين ما كانت تسوِّل لهم أنفسهم أن يقدموا على ما أجرموا لو أنهم أيقنوا أن للنظام الحاكم في مصر دينا يوجب عليه فتح المعابر أمام القاصدين من أبناء غزة المجاهدين إعانة وتأييدا لا أن يغلقها في وجوههم وهم يطمعون أن يجدوا المتنفس في أحضانها، أو اللقمة السائغة ولو من فتات طعامها، وهي التي قدمت من قبل ولا تزال تقدم من عزيز دمائها وفلذات أكبادها دفاعا عن الأمة والملة” كما جاء في بيان الجبهة.
ورأت الجبهة أن الكيان الصهيوني “اختار لجريمته الجديدة وما هي بالأخيرة هذا التوقيت والمسلمون يودعون عاما هجريا ويستقبلون عاما جديدا استخفافا واستهزاءً”.
وطالبت الجبهة الأمة الإسلامية بـ “أن تتراجع على وجه السرعة مواقفها من دينها وأعدائها قبل أن تكون فتنة عمم”.
كما طالبت بالآتي:
أولا: من حكومات الدول العربية والإسلامية التي لها علاقات دبلوماسية مع هؤلاء المجرمين، تطلب تحقيق أضعف الإيمان اليوم في حقها، وهو سرعة اتخاذ الإجراءات بتصفية تلك العلاقات السياسية، وعدم التذرع بأية ذريعة من ذرائع الدبلوماسيات المقيتة..
ثانيا: المسارعة في فك القيود، والأغلال التي قيدت بها أقدام شعوبها من أوضاع جائرة، وقوانين فاسدة حالت وتحول بين الأمة وبين حقها في التعبير عن مواقفها على وفق ما يفرضه عليها دينها وتستدعيه كرامتها.
ثالثا: اتخاذ التدابير المناسبة لإعداد الأمة إعداد لائقا لمواجهة المكائد التي أُعد لها بالليل والنهار لمحو هويتنا واستئصال شأفتنا.
رابعا: وإلى أمة الجهاد أمة المسلمين جميعا، ليس لنا ولا لكم خيار ولا بديل عن قول الله رب العالمين لنا جميعا “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ”، “إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (التوبة 38:39).
خامسا: إننا والأمة كلها لندعو أهل القانون والقضاء إلى اتخاذ إجراءات مقاضاة مجرمي الحرب من اليهود وأشياعهم على وفق المتاح الآن لهم فهذه فريضة من فرائض الوقت لا تقبل تأخيرا ولا تحتمل تأجيل.
سادسا: وإلى المجاهدين والمرابطين، من قضى نحبه ومن ينتظر، “وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” (آل عمران:169).
فاللهم اقبل شهداءنا، ودمِّر على أعدائنا، واربط على قلوب المرابطين من أمتنا، وأنر بصائر سادتنا وأئمتنا لما تحب وترضى.
(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (إبراهيم:42).