عندما يصبح العداء وجوديا

يقول عصيد كاهن الفكر المتمرد: “لنقل بدءا إن الإساءة إلى الرموز الدينية بالسخرية أو بالطعن والتسفيه؛ أو بالإهانة والتحقير؛ أمر مرفوض ومُدان لأنه يمس مشاعر المؤمنين كافة” الصباح ع: 3866، لعل مقولته يقصد بها الشرائع الأخرى ورموزها غير الإسلام؛ لأن ما عرف به هو الطعن في الإسلام، ورموز الإسلام، وشعائر المسلمين فقط؟!
وليس غريبا على عصيد تعرضه لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ووصفه لرسائله بالإرهابية، فهو يُعتبر من بين من عرَّض النص القرآني للنقض ومساءلة، وألزق أنواع العنف والإرهاب بكل من له مرجعية إسلامية، واستهزأ بكل من له علاقة بالدين الإسلامي.
فعصيد لا يمل ولا يكل من إلصاق كل الأوصاف الشنيعة بكل من له علاقة بالدين الإسلامي وشعائره كقوله: “لقد ارتبطت الكثير من الشعائر الدينية الإسلامية في أساليب ممارستها وأدائها بسياق الحياة البدوية..فما يتم في عيد الأضحى داخل المدن يتعارض كليا مع طبيعة الدولة العصرية..والواقع أن هذا من مظاهر التخلف الفاضحة” الأحداث المغربية ع: 4205، فهذه الشعيرة والمظاهر الاحتفالية التي ترافقها عند أحمد عصيد لا تعدو أن تمثل بالنسبة له مظهر من مظاهر البدونة، وإفساد للحضارة والتمدن!
وبوجه صفيق ولسان سليط يعتبر عصيد الدين الإسلامي الشامل والمصلح لكل زمان ومكان السبب في إغراق المجتمع بالتدريج في مستنقع التخلف، وأنه مجرد اختيار فردي لا يمكن أن يعوض العلمانية المتمثلة في الديمقراطية كنظام شمولي، ومما جاء في هذا المقال الذي هو بعنوان “كيف يصبح الدين من عوامل الاستبداد؟” الأحداث المغربية ع: 4403: “يجد الناس الكثير من الحساسية في اعتبار الدين من أسباب الاستبداد والتخلف”.
ومن مظاهر عدائه للدين الإسلامي قوله في مقال بعنوان “تسييس الدين ومسلسل التحديث والعلمنة” الأحداث المغربية ع: 4200: “مما سيظهر بالتدريج بأن الإسلام إن كان دينا للمؤمنين به ومن حقهم الاعتقاد فيه وإقامة شعائره كمواطنين أفراد، فإن ذلك لا يعطيه صفة أفضل الأديان أو أسماها وأصحها كما يروج المسلمون لذلك في مدارسهم وحياتهم اليومية”.
فالله تعالى يقول: “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ” سورة آل عمران 19، أو “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” سورة آل عمران 58، لكن الذين يؤمنون بالحريات الفردية بما فيها حرية المعتقد لا يؤمنون بهذا القرآن النازل من عند رب الأرض والسماء ولا بما ورد فيه من حقائق وأحكام.
كما يعتبر عصيد القيم الكونية أفضل وأرقى ما بلغته البشرية؛ وأنها هي منفذ الخلاص للعالم، وأنها فكر شمولي لا يناقش، بينما “شمولية الإسلام “فكرة إرهابية” في بعض مناحيها” ندوة بيت الحكمة في المكتبة الوطنية بالرباط الأربعاء فاتح يوليو 2011 .
فالحريات الفردية بكل ما تحمله من ضلال، ومن مخالفات للشريعة الإسلامية عند عصيد مكاسب غير قابلة للتفاوض أو المساومة، ونحن نقول -كما جميع المسلمين- بأن دين الإسلام ونبي الإسلام لا يقبل التفاوض أو المساومة.
وفي الأخير أقول إن عصيد كاتب أصبح عداؤه للإسلام وشعائر الإسلام وجوديا، وهذا أمر يلاحظه كل متتبع لكتاباته وآرائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *