هو أبو زيد عبد الرحمن بن القرشي الأمامي الفلالي، قاضي الحضرة الفاسية، فقيه، نوازلي، محدث، قاض، مدرس، وزير، أديب، من أعلام مدينة فاس، وعائلة المترجم تعرف بأولاد الإمام نسبة إلى جدهم الشيخ الحسن علي بن محمد بن الإمام الفلالي من أهل القرن الحادي عشر.
طلبه:
أخذ العمل عن والده محمد بن القرشي، وعن الشيخ محمد المدني كنون، وعن الشيخ محَمد –فتحا- بن عبد الرحمن الحسني العلوي قاضي فاس، وعن الشيخ محمد بن الخضر المهاجي، وعن الشيخ عبد الله بن حمدون بناني فرعون، وعن الشيخ عبد المالك بن محمد العلوي الضرير، وعن الشيخ أحمد بن أحمد بناني كلاّ.
ولايته:
تولى رحمه الله نيابة الأحكام الشرعية بمحكمة السماط سنة 1314هـ لما أبعد قاضيها أبي عبد الله محمد بن محمد العلوي المدغري إلى مراكش، فقام بها إلى أن عين قاضيا بها أبا محمد بن خضراء، وفي سنة جمع له السلطان عبد الحفيظ بن الحسن الأول بين قضاء فاس العليا، وقضاء محكمة الرصيف بفاس، ثم أخر عن الأولى وبقي بالثانية إلى أن عين رئيسا لمجلس الاستئناف الشرعي الأعلى بالرباط ومنه نقل لوزارة العدلية ثم أعفي منها وعين قاضيا بمقصورة الرصيف ثم أعفي منها وعين نائبا شَرَفيا لرئيس المجلس العلمي بفاس.
حاله:
قال عبد الحفيظ الفاسي في فهرسته: “من أشهر علماء المغرب وأعظمهم قدرا، حافظ مطلع مشارك في كثير من العلوم، مبرز في الحديث والفقه والأصول متضلع في التاريخ والانساب والوفايات وأيام الناس، وتراجمهم، مستحضرا للحوادث والنوادر والغرائب دؤوب على نشر العلم وتدريسه صيفا وشتاء، كثير الذكر والتلاوة والعبادة والتهجد والقيام في الأسحار وملازمة المساجد آناء الليل وأطراف النهار، أبي النفس غير مداهن ولا مراء، محب في أهل البيت الحي منهم والميت، معظم لذوي الحسب والمجد وأهل العلم والفضل يعرف أقدارهم وينشر أخبارهم، حسن الاعتقاد شديد على المبتدعة والمدعين والمتصوفة الغير الصادقين يجاهر بأفكاره ومعتقده من خير خوف ولا وجل.
وفاته:
توفي رحمه الله في محرم عام 1358هـ، ودفن بالقباب، وقد ترجم له ربيبه الشيخ أحمد بن عبد الله الشبيهي الحسني في تأليف سماه بإرشاد الراغب المُنشي إلى ترجمة أبي زيد بن القرشي.
وعند وفاته رثاه الشيخ سكيرج بقصيدة قال في مطلعها :
الموت أعــظـــم قــاهــر للــنــاس والناس أعظم ورطة للناس
فلماذا لا يبكي ابن آدم نفســــــــه مما يقاسيه بـغـيــر قـيـــاس
ألـغـفـلـة جـرت عـلـيــه ذيـولـهــا فغدا بها في رقــدة ونـعـاس