محمد بن علي أكبيل الهوزالي 1090-1162هـ/1680-1748م

هو محمد بن علي أكبيل الهوزالي، ويعرف بمحمد الانذزالي، ومحمد بن علي بن إبراهيم أوزال، ويسميه محمد المختار السوسي: محمد بن علي الهوزالي، أو محمد بن علي المشهور بأكبيل، وهو عند محمد المنوني محمد بن علي بن إبراهيم السوسي الأنذزالي الهوزالي، أما اسمه الكامل كما في مطلع أرجوزته ” تنبيه الإخوان على ترك البدع والعصيان” فهو محمد بن علي بن إبراهيم أكبيل الأنذزالي ثم السوسي.
ولد رحمه الله حوالي 1090هـ/1680م بقرية تيزيط بقبيلة إنداوزال بدائرة إغرم على بعد حوالي خمسين كيلومترا إلى الشرق من تارودانت، حفظ القرآن بقريته وبدأ بدراسة العلوم في المدارس العلمية القريبة منها، ثم ارتحل إلى الزاوية الناصرية بتامكروت التي قضى فيها ما يقرب من عشرين عاما، وهناك اعتكف على الدراسة والأخذ عن الشيخ أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي وعن العلماء الكبار الذين كانوا يدرّسون بالزاوية أو كانوا يعلمون بها.
والمعروف أن لجوء محمد أكبيل إلى الزاوية الناصرية لم يكن لجوء اختياريا، بل كان التجاء اضطراريا، فحسب رواية محمد المختار السوسي فإن أكبيل فتك بإنسان من أهله فهرب إلى تامكروت فتعلم هناك القرآن والعلم، ثم رجع تائبا، فعرض نفسه على أولياء الدم فسامحوه، فنذر نفسه لتعليم أبناء قبيلته، وأسس لهذا الغرض المدرسة المعروفة بالمدرسة الهوزالية سنة 1111هـ، ولازم التدريس فيها بنفسه، وبسبب جده واجتهاده بعد توفيق الله توافد عليه الطلبة للدراسة العلمية، كما أقبل عليه عموم الناس لتلقي وتعلم أركان الدين وأسس العقيدة، وبذل جهوده في وعظ الناس وحثهم على التمسك بالدين ونبذ البدع والانكفاء عن الشرور، قياما منه بالإرشاد ومحاربة البدع، عملا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تواليفه
ذكر تلميذه العلامة الحضيكي رحمه الله أعماله ونوه بها، قال: “كان الفقيه الهوزالي رحمه الله من أشياخنا وبركات بلادنا وصلحائها، وممن تدور عليهم أمورها، والملجأ والمفزع في المسائل والنوازل، وقد انتفع به الخلق، وقام بإصلاح الأمة، واعتنى بإرشادهم وإقامة رسوم الدين، وأحيى كثيرا مما اندرس من السنن، وأخمد كثيرا من البدع، وألف للناس في ذلك كتبا بالغ بالنصح فيها نظما ونثرا، عجمية وعربية، وقد أنعم الله تعالى على الإسلام بنصحه،” ( طبقات الحضيكي، تحقيق أحمد بومزكو 2/363).
اعتنى العلامة أكبيل بالتأليف وترك عدة مؤلفات نذكر منها: كتاب تنبيه الإخوان فيما هو بدعة وما هو سنة، وسماه المنوني “أرجوزة البدع” ، وكتاب تنبيه الإخوان على ترك البدع والعصيان، وهو شرح بالعربية للأرجوزة السابقة، الطرق بالعصا لمن خالف ربه وعصى، مهامز الغفلان على فروع الوقت والأذان، فتاوى وأجوبة متفرقة، كتاب الحوض: وهو نظم بتشلحيت في الوعظ، ترجمة مختصر الشيخ خليل إلى الأمازيغية السوسية، بحر الدموع: بتشلحيت، يحذر فيه من يوم القيامة والحياة الآخرة وما يتصل بها، وهو في 654 بيتا، منظومة في الوعظ والنصح بالأمازيغية، كتاب النصيحة، منظومة بالأمازيغية في النصح والوعظ.
وفاته
توفي العلامة أكبيل رحمه الله بالطاعون الواقع في سوس سنة 1162هـ/1748م، ودفن قرب مدرسته رحمه الله تعالى.
وفي المقال القادم سنكمل ترجمة الشيخ ذاكرين مواقفه من البدع والمحدثات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *