التنبيه إلى شر ما في ولاية الفقيه وعلاقتها بالحرب على شامنا اليوم زمن التيه الدكتور يوسف مازي

بناء على عقيدة “تصدير الثورة” تم تأسيس حزب الله اللبناني. يقول حسن حمادة مدير مؤسسة الشهيد التابعة لحزب الله: “نهج الإمام الخميني ونظرية ونظام ولاية الفقيه هما وجهان لعملة واحدة…وكان قيام حزب الله في لبنان أحد ثمار هذه النظرية” حزب الله حقائق وأبعاد لفضيل أبو النصر ص:53.
ولهذا قال نصر الله في أول خطاب له بعد توليه مسؤولية الحزب سنة 1992م: “سيبقى ولي الأمر آية الله الخامنئي قائدنا وإمامنا وسيدنا وقدوتنا في الجهاد والصبر والعزيمة…وسيبقى هذا العصر عصر انتصار المستضعفين على المستكبرين عصر الخميني الكبير ولو كره الكافرون والطواغيت…” هكذا تكلم نصر الله ص:79 لمحمد جهاد بزي.
ويقول إبراهيم أمين السيد: “نحن لا نستمد صنع القرار السياسي لدينا إلا من الفقيه، والفقيه لا تعرفه الجغرافيا، بل يعرفه القانون الإسلامي، فنحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران…نحن نعتبر أنفسنا -وندعو الله أن نصبح- جزء من الجيش الذي يرغب الإمام في تشكيله من أجل تحرير القدس الشريف” الإسلاميون في مجتمع تعددي؛ حزب الله نموذجا. لمسعود إلهي ص:321.
ولا بد أن نعلم أن طريقهم إلى القدس يمر عبر استعادة المدينة المنورة ومكة الحرم.
وحتى نقف على مدى عقيدة الحزب وعلاقته بولاية الفقيه المطلقة نورد وصية هادي حسن نصر الله ابن أمين الحزب الذي تربى في كنف والده وترعرع تحت ظل عقيدة ولاية الفقيه وأشرب باطلها بتشيع البيت وأفراد الأسرة كلها. يقول:
“بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليك يا مولاي يا بقية الله… السلام عليك يا مولاي يا روح الله… السلام عليكم ورحمة الله جواد، زينب، محمد علي. اخوتي السلام عليكم يا اخوتي ورحمة الله وبركاته… أوصيكم بالعمل على تقوى الله والتقرب إليه أكثر فأكثر، والتوسل بأوليائه الأطهار عليهم أفضل السلام، أطلب منكم الدعاء الخالص لله كي يغفر لكم ذنوبكم ويزرع فيها حب الله والتقوى، وأوصيكم بالمثابرة على تلاوة القرآن المجيد وزيارة الأنبياء والأتقياء وقراءة زيارة وارث، وأوصيكم خاصة بزيارة عاشوراء كل يوم فإن لها منافع كثيرة وإهدائها إلى روح شهداء الإسلام وشهداء المقاومة الإسلامية، والدعاء لأسرى الإسلام بالإفراج عنهم، والدعاء للمستضعفين في الأرض بالفوز العظيم لإعلاء كلمة الحق كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله.
وأسأل الله أن يكون الوالد العزيز راضياً عنكم، فاعملوا على ارضائه ولا تجعلوه يغضب منكم.. وَيحَكُم من إغضابه فإن له عند الإمام القائد السيد علي الخامنئي والإمام الحجة المنتظر عج مكانة عظيمة جدا والشأن من الشأن ودرجة عالية جداً.. أوصيكم أخيراً بالعمل الصالح والنية المخلصة لله..
إنني -وبعون الله- مجاهد من مجاهدي المقاومة الإسلامية… أبتغي الدفاع عن رايتي وولائي، عن نهجي وعن أمتي، لأبيد عدو الله وعدوي…
والدي العزيز: إلى سيدي ومولاي وأميني وقائدي وأستاذي ومرشدي، سلام لك من عمق الفؤاد، سلام عليك وشوقاً إليك وإلى رائحتك رائحة رسول الله. ‏يا والدي، لقد ربيتني وعلّمتني وأرشدتني، وسوف أكون بإذن الله عند حسن ظنك.‏
إلى إخوتي المجاهدين في المقاومة الإسلامية: أيها المجاهدون، تمنيت أن أكون معكم وفي خدمتكم، خدمة رجال الله، السلام عليكم أيها الأبطال يوم ولدتم ويوم استشهدتم.
السلام على التراب الذي داسته أقدامكم، والذي ارتوى من دمائكم. يا صانعي المجد والعزة والكرامة لهذه الأمة، ويا رافعي راية العز والانتصار، راية الحق، راية الإسلام المحمدي الأصيل.. يطلع الفجر على زغاريد رصاصكم وصيحات نداء ثاراتكم الحسينية، نور الشمس نوركم، وجمال الطبيعة جمالكم، فسلام على أرواحكم التي تعرج إلى السماء والملكوت الأعلى، وسلام على أرواحكم الاستشهادية حيث أهل بيت محمد (ص).‏
إن طريقنا هو طريق ذات الشوكة وطريق شاق وصعب، (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ) فأرجو منكم المثابرة على ما يحبه الله، جاهدوا ورابطوا ولا يرعبْكم علو دشمهم وقوة سلاحهم، فأنتم تمتلكون قوة “الله أكبر” وقوة ذي الفقار.‏
أوصيكم بقراءة زيارة عاشوراء وزيارة وارث وبعض الآيات القرآنية كل يوم أو قدر المستطاع، وإهدائها إلى الشهداء. وأرجو منكم المسامحة والمعذرة، ولا تنسوني من الدعاء.‏”
إن هذه الوصية لكفيلة بأن تجعلنا نقرر في آخر هذه المقالة أن حسن نصر الله الذي خرَّج للأمة الشيعية مثل هذا الولد الوفي والمخلص لمبدأ الولاية المطلقة والولاء التام لها، ليس فقط يعتقدها كمبدأ للعيش في كنفها ولكنه وبلا مبالغة جعلها روحه التي يعيش بها وحياته التي يأوي إليها، وعقيدته التي يموت عليها…
إن تدخل نصر الله في سوريا بعد اللقاء السري الأخير الذي جمعه مع خامنئي مباشرة والذي غطته صحيفة “الرأي” الكويتية عندما زار نصر الله طهران في نهاية أبريل الماضي لأكبر دليل على أن قتال الحزب إلى جانب الحرس الثوري وجيش المهدي -“مهما كلف الأمر” كما نقلت الصحيفة عن خامنئي- على أن ذلك الأمر تكليف شرعي وجب الامتثال له وتنفيذه ضمن عقيدة الولاية المطلقة وقدسية المرجع الأعلى، رغم أنوف الشيعة العرب في الحزب والذي سبق وأن بينا أنهم مجرد فتيل للحرب والقتال… لا يصلحون إلا لسفك الدم…
وأشار المصدر نفسه إلى أنه ومنذ اللحظة التي صدر فيها التكليف الشرعي الإمامي، أرسل حزب الله أعدادا كبيرة من عناصره المدربين تدريبا جيدا إلى الأراضي السورية.
فأين من لا يريد أن يؤمن أن ما يقع اليوم في سوريا إنما هو حرب عقدية دينية إمامية كما تقاتل إسرائيل اليوم وتتوسع في إطار مشروع “إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات، ومن الأرز إلى النخيل..
أين هؤلاء الذين اغتروا ومازالوا يغترون بشعار مقاومة الشيعة للعدو إسرائيل؟
فهل قاتل الشيعة يوما “إسرائيل” بنفس ما يقاتلون المسلمين بأرض الشام اليوم؟
وهل شهد التاريخ يوما باجتماع كاجتماعهم اليوم في إطار مشروع إعلان القتال من أجل تحرير الحرمين الشريفين بعد ظهور مهديهم المزعوم..؟؟
وهل سبق أن شهدت بقعة من بقاع الأرض المحتلة رفع الراية السوداء المكتوب عليها: لبيك يا حسين!؟ كما رفعت بمآذن القصير؟ وهل؟ وهل؟ وهل؟
أسئلة ينبغي على كل جاحد للحقيقة المرة أن يجيب عليها! وأن يقيم الدليل على أن الشمس تحتاج إلى دليل! ولله ذر المتنبي حين قال:
أتَيتُ بِمَنطِقِ العَرَبِ الأَصيلِ وَكانَ بِقَدرِ ما عايَنتُ قيلي
فَعارَضَهُ كَلامٌ كانَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ النِساءِ مِنَ البُعولِ
وَهَذا الدُرُّ مَأمونُ التَشَظّي وَأَنتَ السَيفُ مَأمونُ الفُلولِ
وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *