تناقلت عدة منابر إعلامية وطنية خبرا عن ذبح خروف بموقع للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي بجماعة كشولة (ضواحي الصويرة)، من قبل عمال بالشركة المكلفة بالمشروع.
وكشفت مصادر الخبر عن حضور عدد من المسؤولين بإقليم الصويرة «الحفل» الذي أقيم بمناسبة انطلاق عملية الحفر والتنقيب التي تشرف عليها إحدى الشركات الأجنبية؛ كما أكدت نفس المصادر أن ذبح الكبش كان الغرض منه «طرد النحس وجلب البركة إلى المكان».
إنها فضيحة بكل المقاييس، وعار يندى له الجبين، إذ كيف يكون مقبولا عند أي صاحب عقل، فضلا عن مسلم يفقه أبجديات دينه، أن تتم هذه المهزلة، وفي حفل رسمي؟؟
والأدهى من ذلك أن تتم تلك الطقوس الخرافية الشركية في حضرة نخبة متعلمة يفترض أنها نالت حظا وافرا من الثقافة، وانفتحت مداركها على مستجدات التكنولوجيات الحديثة؛ فهل بلغ الضلال بهؤلاء حد تنظيم مثل هذه الطقوس الشركية بتقديم القرابين لغير الله، اعتقادا في خرافة «رجال المكان»؟
وأين هو رد فعل الجهات الرسمية المنوط بها تدبير الشأن الديني في المملكة؟
أليس في ما حصل مخالفة صارخة لعقيدة التوحيد، وتهديد صريح للأمن الروحي للمغاربة؟
إذ من المعلوم من الدين بالضرورة أن الذبح لغير الله من الشرك الأكبر المحبط للعمل، وهو ما يجب الحذر منه والابتعاد عنه، خاصة عند افتتاح مشاريع كبرى تهم مصالح البلاد والعباد؛ فقد يكون هذا الفعل سببا لمحق البركة وذهاب الرزق، إضافة إلى ما يتحمله من اقترف هذا الفعل من الإثم العظيم.
ويبقى التساؤل الكبير والمحير هو السر وراء الصمت المطبق الذي يلزمه العلمانيون دائما إزاء مثل هذه الخرافات التي تستحق بجدارة وصف الظلامية والرجعية، وهما الوصفان المفضلان لدى مثقفي المارينز لنعت أي مسلم يدعو إلى تعاليم الإسلام الصحيح؛ والتفسير المعقول لصمتهم هو تعمدهم غض الطرف عن مثل هذه الانحرافات، لعلمهم بخطرها على سلامة المعتقد من جهة، واستثمارها لتشويه الإسلام في أعين غير المسلمين من جهة أخرى.
في الختام يجدر التنويه بأن الخبر يحمل في طياته مفارقة تندرج تحت مقولة شر البلية ما يضحك، فالخروف تم تقديمه قربانا من أجل حصول «البركة» وتيسير عمل الحفارة العملاقة التي أحضرها الأجانب من وراء البحار.. علّ الدماء المسفوحة أن تتحول -بحسب ما تحكي الخرافات- إلى ينابيع من الذهب الأسود.