ظل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005 واغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية بنازير بوتو في 2007 حادثين يحيطهما الغموض المريب فرغم مرور سنوات على مقتلهما إلا أنه لم تظهر نتيجة تحقيق واحدة تلقى الاتهام على جهة محددة، فقد تبعثرت الاتهامات وكان المتهم الأول هو “الإسلاميون”.
لكن الحقيقة أن الجاني الحقيقي ظل مجهولاً حتى الآن، لكن في إسلام أباد وفي منتصف شتنبر 2009 فجر مسئول أمني باكستاني سابق مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه أن شركة “بلاك ووتر” الأمريكية سيئة السمعة متورطة في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ورئيسة وزراء باكستان السابقة بنازير بوتو.
وكشف رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق الجنرال “مرزا أسلم بيك” أن الحكومة الباكستانية في عهد الرئيس السابق برويز مشرف سمحت لشركة “بلاك ووتر” التي تستخدمها المخابرات المركزية الأمريكية في عمليات الاغتيال بالتواجد في المدن الباكستانية الكبرى بما في ذلك إسلام آباد وراولبندي وبيشاور وكويتا.
وقال: إن الشركة تقوم بتدريب المتقاعدين من الجيش الباكستاني على العمليات الأمنية بصورة واسعة النطاق.
وجدير بالذكر أن شركة بلاك ووتر قد غيرت اسمها إلى “اكس اي”.
ومن قبل كان الصحفي الأمريكي مادسن قد فجر مفاجأة مشابهة بكشفه أن مصادره بوكالة المخابرات الأمريكية أبلغته أن نائب الرئيس الأمريكي السابق “ديك تشيني” كان يدير مجموعة مهمتها اغتيال الشخصيات المهمة، وأنها وراء مقتل كل من رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري وقائد قوات الكتائب السابق إيلي حبيقة.
من هى بلاك ووتر؟
إنها منظمة بل جيش من المرتزقة يعمل مع المخابرات الأمريكية لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية في الدول العربية والإسلامية لتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة، وأول ظهور لهم معروف في الدول العربية كان في العراق عقب احتلاله، حيث مارسوا القتل والخطف وكل العمليات القذرة خارج نطاق القانون، بل تمت حمايتهم من الوقوع تحت طائلة القانون أو التحقيق معهم بموجب قانون أمريكي.
ونتيجة كثرة أعمالهم القذرة حاولت إدارة أوباما التجمل بالتحقيق فيما نسب للشركة من اتهامات فكانت المفاجأة في غشت 2009 كما جاءت على لسان أحد موظفي الشركة ممن استمعت إليهم محكمة فيدرالية في ولاية فرجينيا الأمريكية حيث قال بكل وضوح أن: صاحب الشركة ورئيسها إيريك برنس يعتبر نفسه “مسيحياً صليبياً مهمته القضاء على المسلمين وعلى الدين الإسلامي ومحوه من على سطح الكرة الأرضية” ولا يخفى أن رئيس الشركة كان له صلة قوية بعصابة بوش وتشيني التي حكمت الولايات المتحدة الأمريكية طوال الثماني سنوات السابقة بل كان الممول الأكبر لحملتهم الانتخابية وهو يعتبر نفسه أحد مقاتلي الحرب الصليبية الجديدة.
وعند هذا المصطلح نتوقف كي نفهم كيف تدار الحرب على المسلمين ومنها شركة بلاك ووتر كأحد أذرع تلك الحرب فهي جيش خفي يتكون من مرتزقة لا تحاسب على تصرفاتهم الإدارة الأمريكية.
ومن ثم يقومون بتنفيذ كل الخطط والمؤامرات القذرة التي لا يستطيع جيش نظامي ارتكابها علانية، فلا يستبعد في ظل حالة العنف التي تقوم بها بعض الجماعات أن تقوم بلاك ووتر باستغلال تلك الحالة من العنف والقيام بارتكاب عمليات عنف ضد شخصيات وأهداف سياسية تحدث أثر كبير في سيادة واستقرار الدول، مما يعود بالضعف على الدولة ويسهل ابتزازها من الولايات المتحدة الأمريكية تحت ستار مقاومة الإرهاب
ومن هنا لا يستغرب أحد تلك المفاجأة التي أعلنها القائد العسكري الباكستاني من اتهام بلاك ووتر باغتيال بوتو والحريري ولاتهام الصحفي الأمريكي باغتيال إيلي حبيقة والحريري، ولا يستبعد أيضاً أن تكشف الأيام القادمة عن دور بلاك ووتر أو “اكس أي” في عمليات عنف كانت مجهولة وكانت مؤثرة في استقرار تلك الدول كما أنه لا يستبعد اتفاق بعض الدول المتهمة في ذلك مع تلك الشركة لأداء الأعمال مدفوعة الأجر.
وأخيراً إن اتهام القائد العسكري الباكستاني يوجب على كثير من الدول العربية والإسلامية اليقظة وحتمية فتح ملفات العنف المجهولة الفاعل لمعرفة الجاني والمجرم الحقيقي، بلاك ووتر التي هدفها كما أعلن رئيسها محو الإسلام والمسلمين.