تلاقي عداوات حسينة وحزب عوامي

تعود جذور الحملة العدائية ضد الإسلاميين في بنجلاديش إلى العام 2008، حيث تحرك التحالف الحاكم لمواجهة قوة الجماعة الإسلامية التي حققت انجازات اجتماعية وسياسية واسعة انعكست على أرض الواقع بمجموعة تحالفات مع عدد من الأحزاب القومية والوطنية الرافضة لسياسات حكومة عوامي وانتهاكاتها لحقوق الإنسان .
ويزخر تاريخ الحزب بالعداء للإسلام وقد وضح ذلك جلياً من خلال فترات حكمه للبلاد في الفترة من 1971م إلى 1975م وكذلك من 1996 إلى 2001م فقد مارس خلالها قمعاً شديدا للحركة الإسلامية، وقتل آلاف العلماء، وأغلق المدارس والمعاهد الدينية، ومنذ صعوده مجددا للحكم في 2008 ووتيرة التصعيد ضد الإسلاميين في تزايد غير مبرر، ختمتها بإعدام الشيخ عبد القادر ملا زعيم الجماعة الإسلامية والداعية المعروف مساء يوم الخميس 12 دجنبر 2013.
بجانب ذلك العداء التاريخي، تتفاقم أزمات عموم مسلمي بنجلاديش من سيطرة العلمانية الاشتراكية على تفاصيل السياسة اليومية بجانب السيطرة الممنهجة والمحكمة على معظم وسائلِ الإعلام منذُ الاستقلال عن الباكستان ومن قبلها عن الهند.
وبالطبع عملت تلك الصحف والدوريات والمطبوعات على هدم القيم الإسلامية وإفساد عقائد المسلمين بكافة الطرق، وعمدت إلى عرض وابل من الشبهات حول الإسلام، وبمقابل ذلك لم يكن المسلمون يمتلكون نفس القدر من الوسائل الإعلامية التي تمكنهم من صد العدوان ومدافعة الشبهات التي تثار ليل نهار.
وتتنوع تلك الصحف العلمانية، التي تتخذ من الهجوم على الإسلام مادة شبه يومية، ما بين ما يصدر باللغة البنغالية وما يصدر باللغة الإنجليزية، ومن أكثر موادها تأثيرا على المسلمين ما نشرته جريدة “بروتوم آلو” اليومية من رسم كاريكاتيري فيه إهانة للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وما قامتْ به جريدة 2000 الأسبوعيَّة التابعة للجريدة سالفة الذكر بنشْر مقالة نعت فيها الكاتب مكة المكرمة -حاشا لله- بمدينة البُغاة.
أما بالنسبة للقنوات الفضائية فيعتبر المسلمون أقل تطورا وأقل مهنية من غيرهم من الإعلاميين الذين يسيطرون على المواد الإعلامية التي تسمم عقل المستمعين والمشاهدين، فيما لا تستطيع القنوات الإسلامية مثل قناتي “إسلامي وديجانتو” أن تباري أو تجارى ذلك الزخم الهائل من التشويه، لضعف بضاعتها وقلة خبرة أبنائها وكفاءتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *