قصيدة العدد

قصيدة على لسان دار القرآن
تبين فيها منهجها وفضلها، وتشكو حالها، وتعاتب أهلها، وترد على الصحافة المغرضة، وهي بعنوان: أبشر بعودتي.
شعر : خالد شيري
حزن وحيرة من كل محب:
وقفْت على دار القرَانِ ودَمْعَتِي … تَبُوحُ بِما يُخْفيه صبْري وعِزَّتي
وقلت لها ما بالُ قوْمي تَجَمَّعوا … على أيِّ حقٍّ أم بأي جَريرة
أهذا جزاء من تبَسَّم لِلْوَرى … وقال السلام شِرْعَتِي وتَحِيَّتي
منهج دار القرآن وفضلها :
فقالت سلامٌ إنَّ ذنبِيَ ذنبُ مَنْ … رأى العِلْمَ وَحْـيًا مِنْ قُرَانٍ وسُنَّة
ونادى إلهً في الشَّدَائِدِ واحدًا … وقال اشْهَدُوا كُفْرِي بِشَيْخٍ وَقُبَّةِ
مددتُ يَدِي للصادقين ففُزْت في … قلوبهمُ بِحُضْوَةٍ أيِّ حُضوة
وجاءوا وفودا للمحجَّة مثلما … أتى الماءَ ظمآنٌ سيَحْيَى بَنَهْلَةِ
فكم زان نَهْجِي مِن شبابٍ أعِزَّةٍ … وكم صانَ سِتْري من فتاةٍ أبِيَّةِ
وقالت لأرْبابِ الهوى لست لُقْمَة … حِجابي به عِزِّي وديني وعِفَّتِي
وأحْيَيْتُ دولة العلوم فَفَضْلُهَا … تَجَلَّى لَهُ نور بِكل مَحَلَّةِ
فهاؤم شيوخي فمنْ لي بمثلهم … ومن لي بِشِبْهٍ من شبابي وفِتْيَتي
أبو سهل المِفْضال الذي سَما به … لدى العالمِيِن فضلُ عِلْمٍ وحِكمة
وجيلٌ تَسَلَّمَ القِيَادَ وأنْجُمٌ … مصابيحُ علم لا دَياجيرُ بِدعة
رد افتراء الصحافة العلمانية:
وليسوا كما قال الوُشاةُ وَزَوَّرُوا … وقد سَوَّدَ البُهْتَانُ كلَّ صَحِيفَةِ
منابرُ كِذْبٍ لا صحائفُ نَخْوَةٍ … لَحَى الله أيْدي الكاذِبين وشُلَّتِ
أراجيفُ قومٍ لا حياءَ يَزِينُهُم … تَنَادَوْا لِحَمْلِ الإفكِ مَرَّةً بعد مرة
ولست كما قالوا أَحِيكُ دَسِيسَةً … تَرُومُ عُقُوقَ أهْلِهَا إِنْ تَقَوَّتِ
ولست على دينٍ سِوى دين أحْمَدٍ … وخُطَّةِ أسْلافٍ هُمُ خَيْرُ قُدْوَة
ولست أُوَلِّي الحُلْمَ غَربا ومشرقا … بِلادي بِها حُلْمِي وفيها مَسِيرَتِي
فَيَا مُبْغِضِي هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنَّمَا … يَنَالُ العِدَى مِنِّي سَرابا بِقِيعَةِ
ويَغْدو مُمَاحِلِي أَسِيرَ حِبَالِهِ … وَيَشْقَى بِكَيْدِهِ كناطِحِ صَخْرَة
أمل في صبح قريب:
ويا منْ وقفْتَ عِنْد بابي ودَمْعُهُ … يَبُلُّ الثَّرى أبْشِرْ وبَشِّرْ بِعَوْدَتي

وتلك الأمثال
ربّ عجلة تهب ريثا، وربّ فَرُوقَةٍ يدعى ليثا، وربّ غيث لم يكن غيثا.
زعموا أن ليث بن عمرو بن أبي عمرو بن عوف بن محلم الشيباني تزوج ابنة عمه خماعة بنت عوف بن محلم بن أبي عوف بن أبي عمرو بن عوف بن محلم، فشام الغيث فتحمل باهله لينتجعه، فقال أخوه مالك بن عمرو: لا تفعل فإني أخاف عليك بعض مقانب العرب أن يصيبك، فقال: والله ما أخاف أحدا، وإني لطالب الغيث حيث كان، فسار بأهله، فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء وقد أخِذ أهله وماله، فقال له مالك: مالك؟ فقال: أصابتني خيل مرّت عليّ؛ قال مالك: رُب عَجَلَة تَهُب رَيْثا ورب فَرُوقَةٍ يُدعى ليثا ورب غيث لم يكن غيثا، فذهب كلامه هذا أمثالا.

البديل اللغوي الصحيح
آنسةٌ
يقال: “آنسة” للفتاة التي لم تتزوج، والصواب بكر.
أما آنسة، ففي لسان العرب: “جَارِيَةٌ آنِسَةٌ إِذا كَانَتْ طَيِّبَةَ النَّفْسِ تُحِبُّ قُرْبَكَ وَحَدِيثَكَ، وَجَمْعُهَا آنِسات وأَوانِسُ”.
كأس، فأس، بئر
يقال كأس فارغ، والصواب كأس فارغة، لأنها مؤنثة، ومثلها فأس قديم، الصواب أن يقال فأس قديمة. وكذلك بئر، قال الله تعالى: “وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ”.
سحر البيان
قال أبو منصور الثعالبي في كتابه: (أحسن ما سمعت).
” ومن أحسن ما قيل في مدح الحلم:
أرى الحلم في بعض المواطن ذلةً … وفي بعضها عزاً يسود فاعله
وأحسن ما سمعت في ترك الحلم بعد الإعذار قول الحسن بن الضحاك:
أتاني منك ما ليس … على مكروهه صبر
فأغضيت على عمدٍ … وقد يغضي الفتى الحر
وأدبتك بالهجر … فما أدبك الهجر
ولا ردك عما كا … ن منك الصفح والزجر
فلما اضطرني المكرو … ه واشتد بي الأمر
تناولتك من سري … بما ليس له قدر
فحركت جناح الذل … ل لما مسك الضر
إذا لم يصلح الخير ام … رأً أصلحه الشر
وهو من قول بعضهم:
وبعض الحلم عند الجه … ل للذلة إذعان
وفي الشر نجاةٌ حي … ن لا ينجيك إحسان”

سلسلة أشهر القصائد
معلقة النابغة الدبياني:
هو من الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء، وكان يضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. والنابغة مثل زهير من الشعراء الذين ينقحون أشعارهم، ويعيدون فيه النظر، ثم يرسلونه محكما تظهر عليه أمارات الصناعة.
وقد اختلف النقاد في قصيدة النابغة هل هي من المعلقات، فاثبتها بعضهم ونفاها آخرون. ثم اختلفوا أي قصدتيه هي المعلقة؟ الدالية التي مطلعها:
يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ … أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ
أم الرائية التي مطلعها:
عُوجُوا فحَيّوا لِنُعْمٍ دِمْنَةَ الدَّارِ … مَاذَا تُحَيَّونَ مِنْ نُؤْيٍ وأَحْجَارِ
وأكثر النقاد على أنها الدالية، وعليه نسير في هذه السلسلة إن شاء الله تعالى .
يقول في مطلعها متمسكا بالتقليد الثابت عند الجاهليين:
يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ … أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ
وَقَفتُ فيها أُصَيلانًا أُسائِلُها … عَيَّت جَوابًا وَما بِالرَبعِ مِن أَحَدِ
إِلّا الأَوارِيَّ لَأيًا ما أُبَيِّنُها … وَالنُؤيَ كَالحَوضِ بِالمَظلومَةِ الجَلَدِ
رَدَّت عَلَيهِ أَقاصيهِ وَلَبَّدَهُ … ضَربُ الوَليدَةِ بِالمِسحاةِ في الثَأَدِ
خَلَّت سَبيلَ أَتِيٍّ كانَ يَحبِسُهُ … وَرَفَّعَتهُ إِلى السَجفَينِ فَالنَضَدِ
أَمسَت خَلاءً وَأَمسى أَهلُها اِحتَمَلوا…أَخنى عَلَيها الَّذي أَخنى عَلى لُبَدِ
ثم يخرج من الغزل إلى وصف ناقته؛ ثم يشبهها بثور، فيأخذ من هذا التشبيه خيطا ينسج به معركة بين ذلك الثور وصائد مع كلابه. في سرد قصصي تظهر فيه براعته التصويرية، يقول:
مِن وَحشِ وَجرَةَ مَوشِيٍّ أَكارِعُهُ … طاوي المُصَيرِ كَسَيفِ الصَيقَلِ الفَرَدِ
أسْرَت عَلَيهِ مِنَ الجَوزاءِ سارِيَةٌ … تُزجي الشَمالُ عَلَيهِ جامِدَ البَرَدِ
فَاِرتاعَ مِن صَوتِ كَلّابٍ فَباتَ لَهُ … طَوعَ الشَوامِتِ مِن خَوفٍ وَمِن صَرَدِ
فَبَثَّهُنَّ عَلَيهِ وَاِستَمَرَّ بِهِ … صُمعُ الكُعوبِ بَريئاتٌ مِنَ الحَرَدِ
وَكانَ ضُمرانُ مِنهُ حَيثُ يوزِعُهُ … طَعنَ المُعارِكِ عِندَ المُحجَرِ النَجُدِ
شَكَّ الفَريصَةَ بِالمِدرى فَأَنقَذَها … طَعنَ المُبَيطِرِ إِذ يَشفي مِنَ العَضَدِ
كَأَنَّهُ خارِجًا مِن جَنبِ صَفحَتِهِ … سَفّودُ شَربٍ نَسوهُ عِندَ مُفتَأَدِ
فَظَلَّ يَعجُمُ أَعلى الرَوقِ مُنقَبِضًا … في حالِكِ اللَونِ صَدقٍ غَيرِ ذي أَوَدِ
لَمّا رَأى واشِقٌ إِقعاصَ صاحِبِهِ … وَلا سَبيلَ إِلى عَقلٍ وَلا قَوَدِ
قالَت لَهُ النَفسُ إِنّي لا أَرى طَمَعًا … وَإِنَّ مَولاكَ لَم يَسلَم وَلَم يَصِدِ
ثم ينتقل إلى غرض القصيدة وهو ما اشتهر به النابغة من الاعتذار للملك النعمان واستعطافه، من ذلك قوله:
فَلا لَعَمرُ الَّذي مَسَّحتُ كَعبَتَهُ … وَما هُريقَ عَلى الأَنصابِ مِن جَسَد
وَالمُؤمِنِ العائِذاتِ الطَيرِ تَمسَحُها … رُكبانُ مَكَّةَ بَينَ الغَيلِ وَالسَعَدِ
ما قُلتُ مِن سَيِّئٍ مِمّا أَتَيتَ بِهِ … إِذًا فَلا رَفَعَت سَوطي إِلَيَّ يَدي
إِلّا مَقالَةَ أَقوامٍ شَقيتُ بِها … كانَت مَقالَتُهُم قَرعًا عَلى الكَبِدِ
إِذًا فَعاقَبَني رَبّي مُعاقَبَةً … قَرَّت بِها عَينُ مَن يَأتيكَ بِالفَنَدِ
أُنبِئتُ أَنَّ أَبا قابوسَ أَوعَدَني … وَلا قَرارَ عَلى زَأرٍ مِنَ الأَسَدِ
مَهلًا فِداءٌ لَكَ الأَقوامُ كُلُّهُمُ … وَما أُثَمَّرُ مِن مالٍ وَمِن وَلَدِ
لا تَقذِفَنّي بِرُكنٍ لا كِفاءَ لَهُ … وَإِن تَأَثَّفَكَ الأَعداءُ بِالرِفَدِ
كل هذا في لغة رصينة وأسلوب محكم وتصوير بديع.

فسحة الواحة
استدعى بعض الخلفاء شعراء مصر. فصادفهم شاعر فقيرٌ بيده جرةٌ فارغةٌ ذاهباً بها إلى البحر ليملأها ماءً. فتبعهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة. فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم. ورأى ذلك الرجل والجرة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرثة وقال: من أنت وما حاجتك. فأنشد:
ولما رأيت القوم شدوا رحالهم … إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي.
فقال الخليفة: املأوا له الجرة ذهباً وفضةً. فحسده بعض الحاضرين وقال: هذا فقيرٌ مجنونٌ لا يعرف قيمة هذا المال وربما أتلفه وضيعه. فقال الخليفة: هو ماله يفعل به ما شاء. فسلمت له ذهباً وخرج إلى الباب ففرق الجميع. وبلغ الخليفة ذلك فاستدعاه وعاتبه على ذلك. فقال:
يجود علينا الخيرون بما لهم … ونحن بمال الخيرين نجود
فأعجبه ذلك. وأمر أن تملأ له عشر مراتٍ وقال: الحسنة بعشرة أمثالها.

لغز
قلت:
خُذْ أَبْخَسَ الأشياء حيث يوجَد … وأغلى من زَبَرْجَدٍ إذ يُفقد
يَمُدُّ ألوان الحياة مَيِّتٌ … يُرى بِلا لَوْن وقِيل أسود
حل الماضي: بصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *