انتشار الإسلام الواسع من أسباب تفشي ظاهرة الإسلامفوبيا في الغرب محمد الدرداري

تعتبر ظاهرة “الإسلامفوبيا” أو “الرهاب الإسلامي” من أخطر الظواهر التي فرضت نفسها على الساحة الغربية، خصوصا في السنوات الأخيرة، والمتأمل في هذه الظاهرة يجد أنها استندت في وجودها وانتشارها إلى أسباب عدة لعل أهمها:
انتشار الإسلام في كافة أصقاع المعمورة، وإقبال الغربيين على اعتناقه، فالغربيون كما يقول د.حسن عزوزي: يعترفون مع شيء من الحيرة والدهشة، بأنه فعلاً هناك ما يخيف في الإسلام كدين كاسح له قابلية التنامي والانتشار بسرعة مذهلة، كما رأوا فيه دينا يحمل في جوهره روحا وثابة، وقدرة خارقة على الامتداد جغرافيا في شتى بقاع العالم، وهذا ما أثبته بعض الخبراء الاستراتيجيين الغربيين أنفسهم، عندما اعترفوا بأن الإسلام هو أكثر الأديان نموا، وأقواها تأثيرا في النفوس، وأوفرها أتباعاً جدداً.
وفي هذا السياق تقول ماري أوليفر mary Oliver بعد أن درست الأديان المختلفة في العالم، توصلت إلى الإستنتاج بأن الإسلام هو الدين الوحيد، الذي يؤثر في أولائك الذين يؤمنون به، وكذلك الذين لا يؤمنون به على حد سواء. فأعظم فضيلة للإسلام أنه يأسر قلوب البشر بصورة تلقائية، ومن أجل هذا نجد في الإسلام سحرا غريبا وجاذبية عظيمة تجتذب إليها ذوي العقليات المتفتحة من غير المسلمين”.
إن الصراع بين الإسلام والغرب -في الماضي والحاضر- هو صراع ديني، وأي توسع لجغرافيا الإسلام، وازدياد عدد معتنقيه حتما سيكون على حساب الدين المسيحي الكنسي، من هنا نجد المتعصبين من أهل الغرب يسخرون إمكانيات كبيرة من أجل الطعن في الإسلام، وتشويه صورة معتنقيه. قال تعالى: ” يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون” سورة الصف الآية 8.
في إحصائية ذكرها الدكتور زكريا شاهين جاء فيها: ” بأن 63 أوربيا يعتنقون الإسلام يوميا، وأن 20 % إلى 30% من الأوربيين ( ممن تقل أعمارهم عن 25 عاما ) ينحدرون من أصول عربية وإسلامية، وفي دراسة نشرها مركز faitg Matters البريطاني جاء فيها ” بأن أكثر من 100 ألف بريطاني جديد اعتنقوا الإسلام، بمعدل يقترب من 5000 شخص كل عام، في حين كان عددهم 60 ألفا و690 بريطانيا عام 2001 م”
و الغريب في الأمر أن عدد الذين اعتنقوا الإسلام في الغرب في العقود الثلاثة الأخيرة يفوق كل التوقعات، وهو ما يكشف مدى قدرة هذا الدين على التكيف مع الأزمات، وامتصاص كل الضربات التي توجه إليه من قبل خصومه، ولو أن دينا حورب بعشر معشار ما حورب به الإسلام لما بقي له وجود على الأرض، ولما فكر أحد في الإنتساب إليه.
إن إقبال أهل الغرب على الإسلام لا يقتصر فقط على الفئات الاجتماعية العادية، بل تجاوز ذلك إلى داخل أوساط النخب” فخلال العقود الثلاثة المنصرمة، دخل الإسلام العديد من المفكرين والمثقفين من أدباء وفنانين وفلاسفة ومفكرين وأساتذة جامعات وسياسيين، نذكر منهم على سبيل المثال: الفيلسوف الفرنسي وروجيه غارودي، العالم والطبيب الفرنسي موريس بوكاي، الكاتب النمساوي محمد أسد، الدبلوماسي الألماني مراد هوفمان، المغني الإنجليزي السابق كات ستيفنس (يوسف إسلام )، الداعية الأسكتلندي عبد القادر الصوفي، الكاتبة الأمريكية مريم جميلة، والدبلوماسي الانجليزي غي أيتون ، والمستشرق الإنجليزي مارتن لنغز، والباحث الإنجليزي عمر فان دنبروك، والمحامي الكاتب أحمد فون دينفر، وأستاذ الرياضيات الأمريكي جيفري لانغ، والكاتبة الأمريكية بربرا براون، والكاتبة الانجليزية سوزان حنيف، والباحثة الانجليزية رقية وارث مقصود، والباحث الهولندي هندريك خيل، والكاتبة الهولندية ساجدة عبد الستار، والإعلامي والكاتب الهولندي عبد الواحد فان بومل، وآخرين كثيرين ينتشرون على امتداد القارة الأوربية.
إن هذا الوضع أربك حساب السياسة الغربية تجاه الإسلام ونفض غبار الزيف الذي عشش في الذهن الجماعي الغربي مدة طويلة فلم يبق أمامهم غير إعلانها حربا ضروسا مست كل جوانب الحياة الإسلامية بدءا بالقرآن والسنة، ومرورا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم تنته إلا بتشويه أدق الجزئيات التي يتألف منها هذا الدين.
الكاتب محمد الدرداري
المغرب مدينة الناظور
حاصل على شهادة الماستر في وحدة ” فقه المهجر أصوله وتطبيقاته المعاصرة” كلية الاداب والعلوم الانسانية بمدينة وجدة
أستاذ بالتعليم الثانوي التأهيلي
البريدالالكتروني: eddardari1984@gmail.com
الهاتف: 0602491514.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *