«لين ميسن» ملكة الجمال التي اعتنقت الإسلام في غزة المحاصرة مصطفى الونسافي

من الظلمات إلى النور (10)

نعرض في هذه السلسلة قصصا مؤثرة لأناس عاشوا فترة من أعمارهم بعيدين عن ربهم، تائهين عن طريق الهدى، تتقاذفهم أمواج متلاطمة من الشهوات والشبهات، قبل أن يتسلل نور الإيمان إلى قلوبهم، ليقلب بؤسهم نعيما، وشقاءهم سعادة..
إنه نور توحيد رب العالمين، إنه قوت القلوب وغذاء الأرواح وبهجة النفوس

مدينة غزة الفلسطينية المحاصرة منذ سنوات طويلة، كانت على موعد مع حدث مميز وخبر مفرح.
«لين ميسن» تدخل في دين الله، إنها إحدى المتوجات سابقا بلقب «ملكة جمال جنوب إفريقيا»، جاءت إلى غزة لتشهر إسلامها، وهي التي تكن لهذه المدينة الصامدة ولأهلها الصابرين مشاعر إكبار وإجلال لما رأته فيهم من قوة إيمان وثبات في وجه الاعتداءات الصهيونية المستمرة بحقهم، خاصة مع تخلي القريب والبعيد عنهم، وتآمر النظام الدولي وتواطؤه المكشوف مع الصهاينة لكسر صمودهم.
المسلمة الجديدة كانت تنشط في إحدى الوكالات الإغاثية في بلدها جنوب إفريقيا، وقد اشتهرت باهتمامها البالغ بالقضية الفلسطينية، ولاسيما بتضامنها ومساندتها القوية لأهل غزة في محنتهم تحت الحصار الصهيوني المدعوم من الساسة الغربيين ومن صمت الأشقاء العرب، حيث أنشأت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة فلسطين وأهلها، وشرح حقيقة ما يجري بها للعالم الغربي.
موقف لين من فلسطين واعتناقها الإسلام سيكونان سببا في تخلي أقاربها وأصدقائها عنها، لكنها بالمقابل تمكنت بفضل الله في سنة واحدة من تغيير نظرة حوالي 15 ألف مواطن أمريكي وبريطاني، ومن جنسيات غربية أخرى، تجاه قضية فلسطين؛ وهي تحمل هم نشر الوعي بين الغربيين فيما يتعلق بالقضية وأبعادها، وإبراز الحقائق الميدانية التي عاينتها واكتشفت سعي الإعلام الغربي إلى تغييبها وكتمانها، فتقول: «يقع على عاتقي مسؤولية توعية العالم بما يجري في فلسطين، وعليّ أن أقضي على هذا الجهل بتكاثف حركات التضامن مع غزة المحاصرة».
وقد زارت لين قطاع غزة مرتين، المرة الأولى كانت قبل نحو ثلاث سنوات، وكانت زيارتها محطة لتغيير حياتها وتفكيرها، وذلك لما رأته من هدوء وسكون مدينة غزة، وطيب أخلاق أهلها، وقدرتهم العجيبة على تحمل الصعاب، وإصرارهم على مواجهة الحصار الصهيوني الخانق بصبر وصمود كبيرين.
وفي المرة الثانية (بعد عام على الأولى) جاءت مع قافلة مساعدات إفريقية، وزادت قناعتها بأن أهل غزة يمتلكون من القناعة والصبر، والشجاعة والإيمان ما يكفي لمواجهة جيش الاحتلال الصهيوني، والانتصار عليه، وهو ما كان له أثر كبير في تغيير أفكارها وباعث قوي على اعتناقها الإسلام.
فقد أوضحت أنها عايشت الفترة التي شهدت التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا بين السود والبيض، معربة عن اعتقادها الجازم بأن ما يجري في فلسطين هو صورة من صور التفرقة العنصرية، لكنه أسوأ بكثير.
وأضافت: «في جنوب إفريقيا تمكنوا في النهاية من حل مشاكلهم، والحصول على حقوقهم بطريقة سلمية، وآمل أن يتم التوصل لحلول في فلسطين، لكن الوضع بشكل عام مأساوي».
وعن اعتناقها للإسلام، قالت ميسن: «بدأت أفكر باعتناق الإسلام أثناء زيارتي لغزة، وقررت أن أشهر إسلامي بعد ليلة طويلة من التفكير»، مشيرة إلى أن الإسلام «يمنح الإنسان الراحة والطمأنينة والأخلاق، ويمده بنوع من الانتماء الذاتي»، وأكدت أنها تعتزم زيارة مكة المكرمة للتعرف على الدين الإسلامي أكثر، متمنية أن تكون مثالا لغيرها من الغربيات لكي يعتنقن الإسلام.
لقد أنقذ الله تبارك وتعالى أختنا لين ميسن من متاهات الضلال وظلمات الكفر، وأحيا قلبها بنور توحيده.. {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورا يَّمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِج مِّنْهَاۚ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *