درر وفوائد

الهوى
قال الشعبي: إنما سمي الهوى هوى لأنه يهوي بصاحبه.
وقال أعرابي: الهوى هوان.
وقيل في منثور الحكم: من أطاع هواه أعطى عدوه مناه.
وقال بعض الحكماء: العقل صديق مقطوع، والهوى عدو متبوع.
وقيل في المثل: العقل وزير ناصح، والهوى وكيل فاضح.
أدب الدنيا والدين 17
تأملت التحاسد بين العلماء، فرأيت منشأه من حب الدنيا، فإن علماء الآخرة يتوادون ولا يتحاسدون، والأمر الفارق بين الفئتين: أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرياسة فيها، ويحبون كثرة الجمع والثناء، وعلماء الآخرة بمعزل من إيثار ذلك، وقد كانوا يتخوفونه ويرحمون من بُليّ به.
صيد الخاطر 53
والمحنة العظمى مدائح العوام، فكم غرت؟ كما قال علي: ما أبقى خفق النعال وراء الحمقى من عقولهم شيئاً، ولقد رأينا وسمعنا من العوام أنهم يمدحون الشخص فيقولون: لا ينام الليل، ولا يفطر النهار ولا يعرف زوجة…… ذلك مبلغهم من العلم، ولو فقهوا علموا أن الدنيا لو اجتمعت في لقمة فتناولها عالم يفتي عن الله ويخبر بشريعته، كانت فتوى واحدة منه يرشد بها إلى الله خيراً وأفضل من عبادة ذلك العابد باقي عمره.
صيد الخاطر 73
حِرْمَانُ الْعِلْمِ يَكُونُ بِسِتَّةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا تَرْكُ السُّؤَالِ.
الثَّانِي: سُوءُ الإِنْصَاتِ وَعَدَمُ إلْقَاءِ السَّمْعِ.
الثَّالِثُ: سُوءُ الْفَهْمِ.
الرَّابِعُ: عَدَمُ الْحِفْظِ.
الْخَامِسُ: عَدَمُ نَشْرِهِ وَتَعْلِيمِهِ، فَمَنْ خَزَّنَ عِلْمَهُ وَلَمْ يَنْشُرْهُ ابْتَلاهُ اللَّهُ بِنِسْيَانِهِ جَزَاءً وِفَاقًا.
السَّادِسُ: عَدَمُ الْعَمَلِ بِهِ، فَإِنَّ الْعَمَلَ بِهِ يُوجِبُ تَذَكُّرَهُ وَتَدَبُّرَهُ وَمُرَاعَاتَهُ وَالنَّظَرَ فِيهِ، فَإِذَا أَهْمَلَ الْعَمَلَ بِهِ نَسِيَهُ.
قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: كُنَّا نَسْتَعِينُ عَلَى حِفْظِ الْعِلْمِ بِالْعَمَلِ بِهِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلا ارْتَحَلَ، فَمَا اسْتَدَرَّ الْعِلْمُ وَاسْتُجْلِبَ بِمِثْلِ الْعَمَلِ بِهِ.
غذاء الألباب 44
الصغيرة تكبر بأسباب:
منها: الإصرار والمواظبة.
ومنها: أن يفرح بالصغيرة ويتمدح بها.
ومنها: أن يأتي بالذنب ثم يذكره بمحضر من غيره.
مختصر منهاج القاصدين 283
قال بعضهم: لو قيل للطمع، من أبوك؟ قال: الشك في المقدور، ولو قيل له: ما حرفتك؟ قال: اكتساب الذل، ولو قيل له: ما غايتك؟ قال: الحرمان.
مختصر منهاج القاصدين 217
السؤال (سؤال الناس) في الأصل حرام، لأنه لا ينفك عن ثلاثة أمور:
أحدها: الشكوى.
والثاني: إذلال نفسه.
والثالث: إيذاء المسؤول غالباً.
مختصر منهاج القاصدين 352
حكم ومواعظ
أحاديث وأقوال في الإخلاص
قال صلى الله عليه وسلم: ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) متفق عليه.
قال ابن القيم: كُلُّ شَيْءٍ لَا يَكُونُ لِلَّهِ فَبَرَكَتُهُ مَنْزُوعَةٌ، فَإِنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي يُبَارِكُ وَحْدَهُ، وَالْبَرَكَةُ كُلُّهَا مِنْهُ، وَكُلُّ مَا نُسِبَ إِلَيْهِ مُبَارَكٌ.
الجواب الكافي 84
قال الفُضَيل بن عِياض رحمه الله: خيرُ العمل أخْفاه، أمْنَعُه من الشيطان، وأبعدُه من الرِّياء.
بلوغ الأرب 5/351
قال ذي النون رضي الله تعالى عنه: ثلاث من علامات الإخلاص: استـواء المدح والذم من العامة، ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال، واقتضاء ثواب العمل في الآخرة.
الأذكار: 1/7
قال ابن قدامة: التطوع في البيت أفضل … ولأن الصـلاة في البيت أقرب إلى الإخلاص، وأبعـد من الرياء، وهو من عمل السر، وفعله في المسجد علانية والسر أفضل.
المغني: 3/340
قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) رواه مسلم.
قال ابن رجب: إنما فضلت صلاة الليل على صلاة النهار، لأنها أبلغ في الإسرار وأقرب إلى الإخلاص.
لطائف المعارف: 88
قال الشافعي: لا يعرف الرياء إلا مخلص.
بستان العارفين: 53
قال ابن الجوزي: إنما يتبعثر من لم يخلص.
صيد الخاطر: 457
قال صلى الله عليه وسلم: (إن امرأة بغيا رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له موقها فسقته به فغفر لها) وفي لفظ في الصحيحين (أنها كانت بغياً من بغايا بني إسرائيل).
وقال صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي في طريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له).
فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها، وإلا فليس كل بغي سقت كلباً يغفر لها.
وكذلك هذا الذي نحَّى غصن الشوك عن الطريق، فعله إذ ذاك بإيمان خالص وإخلاص قائم بقلبه، فغفر له بذلك.
منهاج السنة: 6/221

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *