500 أسرة بجماعة تلوات إقليم ورزازات استفادت من حملة «الجسد الواحد» إبراهيم بيدون

يقع دوار أنميتر فوق هضبة تحيط بها جبال، يصل علوها إلى 1800 متر فوق سطح البحر (جنوب جبال الأطلس الكبير)، ويعيش أهالي هذا الدوار والدواوير المحيطة به على تربية الماشية والفلاحة المعيشية؛ ولذلك يضطر بعض ساكنتها إلى الهجرة إلى المدن لأجل كسب بعض قوتهم، وقد تضررت أراضيهم الزراعية ومناطق الرعي كثيرا بفعل الفيضانات التي شهدتها منطقتهم في الأسابيع الأخيرة، كما تهدمت بعض الدور أو أجزاء منها.
وتنتمي هذه الدواوير إلى جماعة تلوات إقليم ورزازات، وتعاني من خصاص كبير على مستوى الخدمات، خصوصا الخدمات الصحية إذ يستفيد 20 دوارا من مستوصف قروي واحد به ممرضة واحدة؛ وفي حالة وضع امرأة حامل فإن الساكنة يضطرون إلى قطع مسافة 11 كيلومتر لبلوغ وحدة التوليد بالمركز الصحي بتلوات.
نظمت مؤسسة عطاء الخيرية حملة «الجسد الواحد»، لفائدة المتضررين من الفيضانات الأخيرة، فوقع الاختيار على ساكنة دوار أنميتر وساكنة بعض الدواوير المجاورة له لتكون المحطة الأولى عندهم، وبذلك تم الاتفاق مع جمعية «أنميتر للتنمية والأعمال الاجتماعية» المستضيفة؛ وبشراكة مع جمعية «بركة سيتي» الفرنسية، على القيام بقافلة لتقديم المساعدات لهذه الدواوير؛ وكان ذلك يومي السبت والأحد 20-21 دجنبر 2014م.
وصلت المساعدات والأعضاء المشاركون إلى دوار أنميتر صباح يوم السبت، وانطلق التوزيع منتصف النهار إلى نزول ظلام الليل وشمل 250 أسرة، ثم استؤنف التوزيع مع الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني على 250 أسرة متبقية؛ ورغم التعب استمر المشاركون في عملهم إلى أن تم إكماله بعد الزوال.
وقد تكونت المساعدات لكل أسرة من كيس مملوء بالمواد الغذائية يزن قرابة 50 كيلوغراما، وغطاءان (المجموع 1000 غطاء)، مع مئات اللعب وأكياس الحلوى التي وزعت على الأطفال، وبلغ مجموع المساعدات قرابة 30 طنا.
وتكون كيس المواد الغذائية بالضبط من:
– 10 كيلو دقيق.
– 5 كيلو بلبولة.
– 5 كيلو عدس.
– 5 كيلو فول.
– 5 كيلو أرز.
– 5 كيلو سميدة.
– 5 لتر زيت.
– كيس نيدو وزن 1,7 كليو.
– علبة مركز طماطم 1 كيلو.
– قارورة مربى 1 كيلو.
– مسحوق غسيل 1 كيلو.
– 5 قطع صابون.
– علبتا شاي (400 غرام).
وقد تخلل أوقات التوزيع جو من التأثر والمودة والرحمة بين الساكنة وأعضاء الجمعيات المشاركة في هذا العرس الخيري، وكان يزداد التأثر كلما بدا على الحالة المستفيدة آثار الحاجة أو الفقر المدقع، أو الإعاقة، وكذلك بالنسبة للنساء العجائز، وفي لحظات كان الأعضاء المشاركون يغالبون العبرات من شدة التأثر.
وبالتوازي عمل مجموعة من المشاركين على توزيع اللعب والحلويات على الأطفال الذين حجوا إلى مكان التوزيع وكلهم متشوف إلى قضاء أوقات ممتعة مع الزوار الأجانب الذين لم يبخلوا عليهم بالاهتمام وتنشيطهم وإدخال السرور عليهم، سواء بترديد الأناشيد أو بالحركات البهلوانية أو ترديد عبارات المودة والمحبة أو بالتقاط الصور؛ وكم كانت المشاهد مؤثرة حين يختلط الصغار بالكبار، كأنما يحيون يوم عيد وأن موسما للأفراح والسعادة قد هلّ عليهم لدرجة أن عددا منهم لم يفارقوا المشاركين حتى ركبوا سياراتهم مغادرين والأطفال يرددون: «باي باي مع السلامة، شكرا على الزيارة»، كما صرح بعضهم بالحزن على فراق وجوه جاءت لتحرك ملامح وجوههم من التجهم وآثار العزلة إلى الفرح والانبساط.
كما أن المستفيدين الذين لم يحضروا أبناءهم بسبب بعد المسافة وصعوبة التنقل؛ قدم لهم حق أبنائهم من الحلويات واللعب.
وكذلك كان الحال بالنسبة للكبار؛ فقد صار مكان التوزيع كمحج لأهل الدواوير المجاورة، يأتون بأيديهم فارغة، ثم يعودون إلى منازلهم وقد حصلوا على كيس مملوء بالمواد الغذائية، وغطاءين وهدايا لأطفالهم.
وحسب «مؤسسة عطاء الخيرية»، فإن هذه المحطة ليست إلا الأولى من حملة «الجسد الواحد»، والحملة لا زالت مستمرة؛ كما أن المؤسسة تسهر على تنظيم النسخة الثالثة من الحملة الوطنية «لننعم جميعا بالدفء» في أحسن الظروف هذا الموسم بإذن الله العلي القدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *