قال الكاتب الصحفي وائل قنديل رئيس تحرير جريدة “العربي الجديد” إن هناك من يحاول استنساخ سبتمبر فرنسية لتمرير مشاريع عسكرية معدة مسبقا، وذكر أنه من العبث أن تسلم رأسك لأصحاب محاولة استنساخ 11 سبتمبر أميركي في الحالة الفرنسية، بعد الحادث الإرهابي ضد صحيفة الكاريكاتير «شارلي إيبدو»، ذلك أن السياق الاجتماعي يختلف في الحالتين، فالحاصل أننا بصدد جريمة فرنسية على أرض فرنسا، بمعنى أنه، وفقاً لما أذيع من أنباء مقتضبة عن الجناة، فإنهم مواطنون فرنسيون ولدوا في فرنسا، ونشأوا في ظل قيم المجتمع الفرنسي، ولم يأتوا من الخارج، كما كان الحال في الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك.
وأضاف: ندين الجريمة، ونستنكرها، كعرب ومسلمين، هذا هو الموقف الإنساني الصحيح. لكن، من دون أن تستبد بنا «الدونية»، فتجعل السفهاء منا يسلكون وكأن على رؤوسهم، أو بالأحرى في رؤوسهم، بطحة فكرية أو عقائدية، تجعل بعضهم ينحني أمام عاصفة من الاستثمار السياسي للحادث وتصنيفه (9/11) جديداً بنكهة فرنسية، وما يستتبع ذلك من إثارة الغبار، بغية الذهاب إلى مشاريع سياسية وعسكرية كانت مدرجة أساساً، ومنذ وقت طويل، على جدول الأعمال.
وعلى ذلك، يمكن النظر، من دون الابتعاد عن الواقع، إلى هذه الجريمة البشعة في سياق اجتماعي فرنسي، كان ملبداً بغيوم العنف والعنصرية منذ سنوات، ما دفع باحثين ومفكرين فرنسيين عديدين إلى التحذير من اندلاع مشكلات اجتماعية خطيرة.
وأشار قنديل إلى أنه في منتصف العام 2013، حذرت اللجنة الاستشارية المستقلة لحقوق الإنسان في فرنسا من أن الاعتداءات ذات الطابع العنصري في تصاعد مستمر، وأكدت رئيسة اللجنة، كريستين لازارغ، أن ظاهرة اللاتسامح تجاه المسلمين في فرنسا أكثر من مقلقة.