هذه مجموعة من الشهادات المنصفة من فلاسفة وكتاب وأدباء ومؤرخين
لم يسعهم بعد مطالعة فصول من سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
إلا أن يشهدوا بعظمته ورحمته وكماله البشري، وهو ما يدل
على أن الحاقدين الذين يسيئون لجنابه الشريف إنما حملهم
على ذلك جهلهم بسيرته العطرة وشمائله الطيبة
مهاتما غاندي: الإسلام لم ينتشر بالسيف
بل بإخلاص الرسول محمد وصدقه وشجاعته
«أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون منازع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول محمد مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته؛ هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف.
وبعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة محمد وجدت نفسي أسِفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة».
(مهاتما غاندي في حديث لصحيفة «يونغ إنديا» وتكلم فيه عن صفات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم).
مايكل هارت: محمد هو الوحيد في التاريخ
الذي نجح على المستويين الديني والدنيوي
يقول مايكل هارت في كتابه «الخالدون مئة» ص:13، وقد جعل على رأس المائة سيدَنا محمدا صلى الله عليه وسلم، يقول: «لقد جعلت محمدا على رأس هذه القائمة، لأنه الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستويين الديني والدنيوي، وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات، وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، وبعد 13 قرنا من وفاته، فإن أثر محمد ما يزال قويا متجددا».
جورج برناردشو: لو تولى محمد أمر العالم اليوم
لتمكن من حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة
أديب ومفكر بريطاني، له مؤلف أسماه «محمد»، وقد أحرقته السلطة البريطانية في محاولة لطمس ما فيه من ثناء على نبينا صلى الله عليه وسلم، يقول فيه: «إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل بتفكير محمد، وإن رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجة للجهل أو التعصب، قد رسموا لدين محمد صورة قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدوا للنصرانية، لكنني اطلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبة خارقة، وتوصلت إلى أنه لم يكن عدوا للنصرانية، بل يجب أن يسمى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها».
المستشرق ميشون: بفضل تعاليم محمد لم يمس
عمر بن الخطاب النصارى بسوء حين فتح القدس
عقد المستشرق ميشون مقارنة بين تسامح الإسلام وتعصب الصليبيين، في كتابه «تاريخ الحروب الصليبية»، فقال: «إن الإسلام الذي أمر بالجهاد متسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وهو الذي أعفى البطاركة والرهبان وخَدَمهم من الضرائب، وحرّم قتل الرهبان على الخصوص لعكوفهم على العبادات، وبفضل تعاليم محمد لم يمس عمر بن الخطاب النصارى بسوء حين فتح القدس، بينما ذبح الصليبيون المسلمين وحرقوا اليهود عندما دخلوها».
ويزيد الباحث نفسه في كتابه «سياحة دينية في الشرق» ص:31، متحدثا عن تاريخ العلاقات الإسلامية النصرانية، وكيف أن النصارى تعلموا الكثير من المسلمين في التسامح وحسن المعاملة، يقول: «إنه لمن المحزن أن يتلقى النصارى عن المسلمين روح التعامل وفضائل حسن المعاملة، وهما أقدس قواعد الرحمة والإحسان عند الشعوب والأمم، وكل ذلك بفضل تعاليم نبيهم محمد».
غوستاف لوبون: محمد أعظم من عرفهم التاريخ
غوستاف لوبون، ولد عام 1841، أحد أشهر فلاسفة الغرب، وهو طبيب ومؤرخ فرنسي، عني بالحضارة الشرقية. من آثاره: «حضارة العرب»، و«باريس 1884»، و«الحضارة المصرية»، و«حضارة العرب في الأندلس».
قال: «جمع محمد قبل وفاته كلمة العرب، وبنى منهم أمة واحدة خاضعة لدين واحد مطيعة لزعيم واحد، فكانت في ذلك آيته الكبرى.. ومما لا ريب فيه أن محمداً أصاب في بلاد العرب نتائج لم تصب مثلها جميع الديانات التي ظهرت قبل الإسلام، ومنها اليهودية والنصرانية، ولذلك كان فضله على العرب عظيما» (دين الإسلام، ص:16).
وقال: «إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم فإن محمدا من أعظم من عرفهم التاريخ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمدا مع أن التعصب الديني أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الاعتراف بفضله» (حضارة العرب، ص:115).
المفكر الفرنسي ألفونس دو لامارتين:
لا أحد من عظماء التاريخ يضاهي النبي محمداً
«إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد في عبقريته؟
فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات، فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانيهم؛ لكن هذا الرجل (يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم) لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ.
ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة.
لقد صبر النبي محمد وتجلد حتى نال النصر؛ وكان طموحه موجها بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك.
حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع، بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى هذا النبيَّ الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفة الله للحوادث.
وبالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد؟».
(من كتاب تاريخ تركيا، باريس، 1854، 2/276-277).
الأديب الألماني غوته: النبي محمد
أعلى مثل للبشرية ولن يتقدم عليه أحد
يقول في كتابه الديوان الشرقي للشاعر الغربي: «بحثت في التاريخ عن مثل أعلى للإنسان، فوجدته في النبي محمد».
ونقل الحسيني معدى في كتابه الرسول «صلى الله عليه وسلم في عيون غربية منصفة» ص:69، قول غوته: «إن التشريع في الغرب ناقص بالنسبة إلى التعاليم الإسلامية، وإننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعدُ إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لن يتقدم عليه أحد».
الأديب الروسي تولستوي: شريعة محمد
ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة
«يكفي محمدا فخرا أنه خلّص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم، وإن شريعة محمد ستسود العالم، لانسجامها مع العقل والحكمة.
أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه، وليكون هو أيضا آخر الأنبياء».
(الرسول صلى الله عليه وسلم في عيون غربية منصفة، للحسيني معدى).
المؤرخ توماس كارليل: أحب محمدا لبراءة طبعه
من الرياء والتصنع ولأنه لا يدعي ما ليس فيه
كاتب ومؤرخ إسكتلندي، يقول في كتابه الأبطال، ص:64: «يزعم المتعصبون من النصارى والملحدين أن محمدا لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية، ومفاخر الجاه والسلطان، كلا والله! لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير ابن القفار والفلوات، المتوقد المقلتين، العظيم النفس، المملوء رحمة وخيرا وحنانا وبرا وحكمة أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه».
ويضيف في الصفحة 79: «وإني لأحب محمدا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع، ولقد كان ابن القفار هذا رجلا مستقل الرأي، لا يعول إلا على نفسه، ولا يدعي ما ليس فيه».
المستشرق الأمريكي واشنطن إيرفنغ: رحمة محمد
حين فتح مكة تدل على أنه نبي مرسل
«كانت تصرفات محمد في أعقاب فتح مكة دليلا على أنه نبي مرسل لا على أنه قائد مظفر؛ فقد أبدى رحمة وشفقة على مواطنيه برغم أنه أصبح في مركز قوي، ولكنه توج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو».
«كان محمد خاتم النبيين، وأعظم الرسل الذين بعثهم الله، ليدعوا الناس إلى عبادة الله» (قالوا عن الإسلام، للدكتور عماد الدين خليل).
المؤرخ البلجيكي جورج سارتون: النبي محمد
انتصر انتصارا لم يُتح لأي نبي من قبل
«خلاصة القول أن الرسول محمدا جاء بدين توحيدي قبل أن يقوم في النصرانية من يقول بشرعة التوحيد بتسعة قرون.. إنه لم يُتح لنبي من قبل أن ينتصر انتصارا تاما كانتصار محمد».
(الثقافة الغربية في رعاية الشرق الأوسط، لجورج سارتون، ترجمة د. عمر فروخ، ص:28-30).
المستشرق مونتغمري وات: استعداد محمد لتحمل
الاضطهاد يدل على النزاهة المتأصلة في شخصه
مستشرق إنجليزي معاصر، يقول في كتابه محمد في مكة، ص:52: «لي أمل أن هذه الدراسة عن حياة محمد يمكنها أن تساعد على إثارة الاهتمام من جديد برجل هو أعظم رجال أبناء آدم».
ويقول أيضا: «إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه».
الكاتبة الإنجليزية كارين أرمسترونغ: محمد
حين دخل مكة لم يرغم أهلها على اعتناق الإسلام
«بعد فتح مكة لم يكن النبي محمد يريد الشروع في أعمال ثأر دموية، ولم يفرض على أحد قبول الإسلام، بل لم يشعر أحد أنه تعرض لأي ضغط حتى يدخل في الإسلام.
كان محمد لا يريد إرغام الناس بل مصالحتهم».