لماذا اخترنا الملف؟

يمرُّ العالم الإسلامي بظروف صعبة وحساسة للغاية؛ فالمخاطر التي تتهدده أكبر بكثير مما نتصور، ومشاريع التفتيت والتجزئة لم تعد مشاريع على الورق وضعها «برنارد لويس» أو غيره؛ بل صارت رأي عين؛ ومُضيُّ أمريكا إلى إقامة شرق أوسط جديد، وتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة، صار واقعا معاشا في العراق والسودان وسوريا وليبيا..
«إنها حدود يعاد رسمها بقوة السلاح بدل الرمال، وخرائط جديدة لكيانات ترسم بالدماء، ومجموعات مسلحة تضخمت وبلعت دولا، واستنزاف لأطراف وحماية لعمق استراتيجي؟!».
كما برزت على الساحة مكونات جديدة قلبت العالم رأسا على عقب، وغيبت أصحاب الحق، بل بررت إدانتهم وإبادتهم.
وكتب واحد من أبرز محللي الشرق الوسط الأميركيين وهو «غراهام فولر» قائلا: «أعتقد أن الولايات المتحدة هي أحد الصانعين الرئيسيين لـ«داعش» وهي لم تخطط لإنشائه ولكن تدخلاتها المدمرة في الشرق الأوسط والحرب على العراق كانا السببين الرئيسيين لميلاد داعش».
إن تاريخ الغرب عموما وأمريكا خصوصا قد كشف أنها لا تقيم وزنا للمعاهدات والاتفاقيات، ولا للأخلاق وحرمة الأرواح وبراءة الأطفال.. أو أي شيء من هذا قبيل؛ فإذا هددت مصالحها وأطماعها تظهر حينئذ حقيقتها ودسائسها وحقدها.
فخلال حصار العراق، وبسبب قلة الأدوية والمعدات الطبية والمؤن، بلغ عدد الضحايا من الأطفال نصف مليون طفل عراقي، وفي لقاء صحفي مع وزيرة الخارجية السابقة «مادلين أولبرايت» بررت فعل دولتها الإجرامي بقولها: «أرى أن خيار قتل الأطفال خيار صعب للغاية، لكننا نعتقد أن النتيجة المرجوة تستحق هذا الثمن وتجعله مرضياً». وحين نبهتها الصحفية قائلة لها: لاحظي أن هذا الرقم أكبر من الذين قتلوا في هيروشيما. أجابت أولبرايت بقولها: «نعم يستحق ذلك».
إنها عقيدة المصلحة التي يدين بها ساسة أمريكا؛ والتي يبررون بها جرائمهم، ومخططاتهم التدميرية.
فقد ذكر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق «ريتشارد نيكسون» في مذكراته: «ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين إلاَّ أحد حلَّين: الأول: تقتيلهم والقضاء عليهم؛ والثاني: تذويبهم في المجتمعات الأخرى المدنيَّة العلمانيَّة». وهو ما نراه اليوم في كل بقعة من أراضي المسلمين.
وحتى نخرج من الرؤية الضيقة التي يحصرنا فيها الإعلام الغربي والعلماني، ولا نقصر الرؤية على حوادث عابرة، وجماعة متطرفة، ونركز على أعداء الأمة الأصليين والحقيقيين الذين يعملون على تفتيت كيان المسلمين؛ ونهب خيراتهم؛ واستباحة بيضتهم؛ ارتأينا فتح هذا الملف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *