محلات بيع الملابس وأثرها على لباس المرأة المغربية إبراهيم بيدون

ما إن يخرج المرء إلى الشوارع الكبرى الموجودة بالمدينة، أو أماكن التسوق حتى تصدمه مناظر تشمئز منها كل عين ذات نظر بعيد حديد يخرق حجب الدنيا الفانية ليقف على يقينية الدار الآخرة، وتزدريها النفس المطمئنة بكلام ربها المفصل ليوم المعاد، مناظر نساء كاسيات عاريات، نساء لا يلبسن إلا ما يمكن اعتباره طلاء للبدن بلون ذاك اللباس على أجسادهن، أو أحيانا الاكتفاء بتغطية السوءة المغلظة للمرأة والأماكن الجنسية الحساسة منها..، وفي كثير من الأحيان تتخيل وكأن هذه المرأة أخطأت في اختيار ملابس الشارع، فلبست ملابس النوم، بل تبقى ملابس النوم غاية في الاحتشام إذا قورنت بتلك الملابس، ملابس صممت للخنع والتهتك تستهدف دغدغة مشاعر الرجال وشهواتهم، رجال انهزموا فأرخوا لأعينهم عنان التمتع بتلك الأجساد العارية.
وكلما تجول الإنسان في شوارع مدننا الكبرى إلا ويلاحظ أثر مقص الخياط واضحا على أجساد بنات المسلمين،حيث نزع منها كل معاني الحشمة والحياء واستعاض عنها بفلسفة الميوعة والعهر، ولمسات التغريب التبذل، وتبدو معالم المغرب الحداثي الذي أراده الفكر الغربي بارزة لا تخفى إلا على من يعتبر اللباس مجرد شهوة لا قيد عليها يحكمها.
وعندما تبحث عن مصدر تلك الملابس، وأين تباع؟
يكون الهول أكبر فمعظم محلات بيع الملابس النسوية لا تجد فيها غير تلك الأزياء العارية، أو التي لا تحقق أي شرط من الشروط التي يجب توفرها في الحجاب الشرعي، ناهيك عن المتاجر الكبرى التي تستورد آخر صيحات الموضة ودور الأزياء العالمية، ومن الدور التي تعرض منتجاتها في المغرب: “WomenSecert”، و”Cortefiel”، و”Raffinata”، و”Effervescence”، و”Lanavin-Studio14″، و”Christin-Dior”، و”Cacharel”، و”Amber”، و”Stradivaius”، و”Promod”، و”Jenifer”، و”OGallery”، و”Etam”، و”Rodeo”، و”Daffodil”، و”Cosmopolite”، وغيرها من الدور.
فهذه المتاجر التجارية الكبرى للملابس النسائية تلعب دورا كبيرا في نشر جديد الأزياء الغربية التي تنعدم فيها أدنى لمسات اللباس المحتشم، لأنها تعبر عن القيم الغربية والحداثية للمجتمع الغربي الذي يستغل المرأة اقتصاديا ويسلع جسدها كما يفعل بقطعة الصابون أو القماش.
إن الزائر لهاته المتاجر أول ما يقابله منها تلك النماذج المعروضة والتي ترى من خارج المحل والتي في الغالب يختارها أصحابها من بين أكثر الملابس تهتكا وقلة حياء، كالملابس الداخلية للنساء وملابس البحر وهو ما يخدش الذوق العام، ويحرج الناظر اتجاه تلك النماذج المعروضة، ويحرك شهوات وغرائز الرجال، في تناقض سافر ومخالفة واضحة للحياء العام الذي ينبغي أن يوجد بموجب القانون ما دام لم يعد لموجب الشرع من يحميه..
إن تلك الملابس المعروضة على واجهات المحلات تستقطب الزبونات من الفئة الميسورة أو متوسطات الدخل اللواتي يعتبرن اتباع جديد أشكال الموضة يوفر لهن فرصة الارتقاء في سلم الفئات الاجتماعية العليا، لذلك نجدهن برغم غلاء الأسعار يضحين بمبالغ هامة من أجل شراء بعض تلك الخرق المسجلة بأسماء ماركات عالمية..
وأما محدودات الدخل والفقيرات فمحلات الألبسة المستعملة (البال) في الأسواق الشعبية كفيلة بمدّهن بأشكال متعددة من تلك الألبسة، تنورات قصيرة، وجينز ضيق، وملابس فوقية لا تهتم بتغطية الصدر وتصف الثديين، وهو ما ينتج عنه تهييج لشهوات الشباب الذي افتتن بممثلات ومغنيات الإغراء اللواتي ملأن الشاشات وصفحات الصحافة العلمانية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *