حدود الدم «Blood Borders»

وهي دراسة نشرتها مجلة القوات المسلحة الأمريكية[1] في 2006، والدراسة تتحدث عن تقسيم أفغانستان الحالية لضم جزء منها إلى إيران (الفارسية)، وتقسيم باكستان لصالح أفغانستان جديدة وبهدف إنشاء دولة بلوشستان، وتقسيم السعودية لإجراء تغييرات بتوسيع الأردن واليمن وإضافة الأجزاء الساحلية إلى الدولة العربية الشيعية، وتقسيم العراق لصالح دولة شيعية وأخرى كردية وثالثة سنية… إلخ.
وتتحدث الدراسة أيضاً عن تشكيل دولة فينيقيا الكبرى بدلاً من لبنان الحالية وعن إعادة تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة ليذهب جزء منها إلى دولة الشيعة الكبرى مع بقاء دبي «ملعباً للأغنياء وملذاتهم».
والكاتب لا يستثني من التقسيم والتغيير والتبديل للمكون السكاني والجغرافي إلا الكويت وعُمان من كل الدول العربية والإسلامية في الجزء الممتد من باكستان حتى لبنان.
لكن أخطر ما هو منشور في هذا الصدد ما ظهر مؤخراً من اعتبار أن الربيع العربي ما هو إلا ممهِّد لتقسيم جديد للدول العربية يغذيه كاتب عربي قومي شهير بأسلوبه الأدبي الذي يلهب به المشاعر قبل العقول، حيث يقول محمد حسنين هيكل في حواره مع الأهرام[2]:
«أكاد أرى الآن خرائط كانت معلقة على الجدران ترفع الآن وتطوى؛ لأن المشاهد اختلفت؛ فالمواقع العصية تأدبت أو يجري تأديبها، والمواقع الضائعة استعيدت أو أنها تستعاد الآن، وكل ذلك تمهيد لفصل في شرق أوسط يعاد الآن تخطيطه وترتيبه وتأمينه».
ويفصل هيكل هذا المعنى بقوله: «إن ما نراه الآن ليس مجرد ربيع عربي تهب نسماته على المنطقة، وإنما هو تغيير إقليمي ودولي وسياسي يتحرك بسرعة كاسحة على جبهة عريضة ويُحدث آثاراً عميقة ومحفوفة بالمخاطر أيضاً، فالتقسيم في المرة الأولى كان تقسيماً جغرافياً وتوزيع أوطان، لكن التقسيم هذه المرة تقسيم موارد ومواقع. وبوضوح فإن ما يجري تقسيمه الآن هو أولاً النفط وفوائضه.. نفط وفوائض ليبيا بعد نفط وفوائض العراق».
وقدم هيكل نموذجاً لتطبيق اتفاقية سايكس بيكو الجديدة عملياً، وفي الوقت ذاته يضفي على كلامه هيبة وانتباهاً ومصداقية يرفقها بلغة الأرقام والإحصائيات، فيقول: «نفط ليبيا جرى توزيع امتيازاته فعلاً وبنسب أذيعت على الملأ، حيث كانت 30% لفرنسا (شركة توتال)، و20% لبريطانيا (شركة بريتش بتروليم)، والحصة الأقل لبريطانيا لأنها أخذت أكثر في نفط العراق.. وليست أمامي الآن نسب التوزيع فيما بقي، لكن إيطاليا تطالب بحق مكتسب (شركة إيني)، ثم إن الشركات الأمريكية تلح على دخول قائمة الوارثين»… (انظر: تفتيت الأمة بين الواقع والخيال؛ حسن الرشيدي).
ــــــــــــــــ
[1] http://www.armedforcesjournal.com/2006/06/1833899/.
[2] http://www.ahram.org.eg/Al-Ahram%20Files/News/102838.aspx.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *