الغيبة أن يذكر المسلمُ المسلمَ في غيبته بسوء وإن كان فيه، فإذا ذكرته بما ليس فيه فهو البهت والبهتان، وقد جاء الكتاب العزيز بالنهي عن هذا الخلق الذميم، وشبه صاحبه بآكل الميتة، وفي الحديث: ”إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام”.
وعن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته”.
وفي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت”.
وللطبراني في الأوسط عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه”.
وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة”.
قال ابن حجر: الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية.. فالمعنى: من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه أو الصمت عما لا يعنيه.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنم”.
قال القاضي عياض: يحتمل أن تكون تلك الكلمة من الخنى والرفث، وأن تكون في التعريض بالمسلم بكبيرة أو مجون أو استخفاف بحق النبوة.
قال النووي: في هذا الحديث حث على حفظ اللسان، فينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق، فإن ظهرت مصلحة تكلم، وإلا أمسك.