المشاركات المغربية في ستار أكاديمي ربح أم خسارة؟! حمّاد القباج

ستار أكاديمي برنامج تقدمه قناة “ال بي سي LBC” اللبنانية، ويُعنى باكتشاف المتفوقين من العرب في صنعة الغناء في كل أنحاء العالم؛ وقد كان انطلاق النسخة الخامسة منه؛ مساء الجمعة الأخير (17 محرم).

هذه النسخة التي من المنتظر، أن يتعرف من خلالها الجمهور العربي -كما تقول الأخبار- على المشاركين الذين تمكنوا من عبور الإقصائيات بنجاح، للعيش داخل أسوار الأكاديمية، وبالتالي دخول عالم الشهرة والاحتراف.
وفيما تناقلت مصادر فنية وإعلامية احتمال غياب دول المغرب العربي عن هذه المسابقة، أكدت أخرى المشاركة، خصوصا بالنسبة للمغرب، إذ جرى تداول أخبار إحدى المشاركات، واسمها سمية الفيلالي، تبلغ من العمر 19 سنة، وهي مرشحة جرى قبولها في برنامج ستار أكاديمي 5.
وتحدثت المصادر ذاتها عن مواهب سمية المتعددة، في الرقص والتمثيل والغناء، إلى جانب اهتمامها بالدراسة، إذ إنها طالبة في السنة الثانية محاماة، موضحة أن المشاركة المغربية، لا تتطلع إلى اللقب، بقدر ما تطمح إلى الوصول لمراحل متقدمة في البرنامج.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الفيلالي لديها صفة شكلية أخرى، قد تدمج مع رصيدها، وهي شبهها الكبير بالفنانة زينة من مصر.
وستعرف النسخة الخامسة عدة تعديلات، أهمها إنشاء حوض للسباحة يتيح للمشاركين فرصة ممارسة هذه الرياضة، رغم الانتقادات التي رافقت هذا التجديد..
ويعود “طوني قهوجي” إلى إخراج البرايم، كما تعود “اليسار كركلا” إلى تصميم الرقص وتدريب المشتركين، إلى جانب “وديع رعد” و”ميشال فاضل”. اهـ.

التعليق:
لو كان سهما واحدا لاتقيته ولكنه سهم وثان وثالث
هذا أول ما جال في خاطري حين حملت قلمي لأعلق على هذا الخبر الذي يعطي صورة أخرى عن واقع الانسلاخ من الدين الذي ابتلي به ذكور وإناث من هذه الأمة.
.. بالأمس القريب؛ قرأنا مشاركة المغربية هاجر عدنان في مسابقة ستار أكادمي المغاربي بتونس، ووصول هناء الإدريسي إلى المرحلة الأخيرة من الإقصائيات عام 2006، وقبل ذلك: نجاح صوفيا مريخ في الدورة الأولى للبرنامج عام 2005، ونستيقظ هذا الصباح على مشاركة سمية الفيلالي في النسخة الخامسة، وبينهما وقبلهما: أخريات بل آخرون!
بل إن القناة المغربية الثانية 2M استنسخت الفكرة في برنامج خاص (ستوديو دوزيم) لتفسح المجال أمام كل المغاربة الذين حرموا حنان البرنامج الأم: (ستار أكاديمي)!
وقد يقول قائل: ولم تستنكر؟ وأنت تعلم أن الكيل قد طفح، وأن السيل بلغ الزبى، وأن مُنكِر هذا التوجه يصنف في خانة أعداء الفن والجمال، ويحشر في زمرة الظلاميين المتشددين..؟!
فأقول: معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون.
ومادام في الدنيا منكر فالواجب إنكاره، فكيف إذا كان هذا المنكر مما يجهر به، ويدعى إليه؟!
إنني أتوجه بهذه المقالة إلى كل مسلم ومسلمة بقي في قلبه عرق ينبض بالإيمان، وشفر يطرف بالحياء؛ ممن ابتلي بهذه السوءات السلوكية.
يا أيها الناس! متى يأتي عليكم حين من الدهر تدركون فيه أن المجد لا يبنى بلبنات الرقص والغناء والتمثيل.
متى تقتنعون بأن إشغال شبابنا وشاباتنا بهذه التفاهات، وتعظيمها في نفوسهم، وإيهامهم بأنها مناط مجد وسؤدد ..
متى تقتنعون أن هذا كله لا يعدو كونه مخططا صهيونيا لاحتواء اهتمامات طاقات الأمة، وترسيخ انشغالها عن القضايا الكبرى، والتفوق في المجالات الحيوية؟!
ألا تلاحظون أن الذين يشغلوننا بهذه التفاهات الفكرية والسلوكية، لا يحرصون الحرص ذاته حين يتعلق الأمر بالعلوم والمعارف النافعة في المجالات التكنولوجية والحيوية، حيث إنهم يمتنعون عن إشاعة معطيات هذه المجالات بشكل يحقق تكوينا فعالا تنتفع به الأمة؟
ومن وصل إلى ذلك من أبنائها حرصوا على احتكار قدراته ومواهبه؟!
إن القضية ليست قضية فن ومواهب وموضة وحداثة.. إلـخ.، بقدر ما إنها قضية فكر يُحَرّف، وسلوك يُمسخ، ليصير عائقا للأمة عن التحرر من رق الخضوع الذليل لأعدائها.

على الشباب أن يكسر الأغلال التي قيدت فكره
إنني أعلم أن من أسلس قياده لهواه، وجعل ميوله مع شهواته وأذواقه، يستثقل هذا الكلام، ولا يحب الاطلاع عليه، ويؤثر حبس قناعاته الفكرية في إطار رغباته الذاتية، ويشعر في ذلك براحة ولذة، بالإضافة إلى طمع الكثيرين في الربح المادي الذي بلغ بهاجر عدنان إلى درجة مقاضاة قناة نجمة التونسية لأنها بخستها والشركة المنظمة: 30 مليون أورو! [مجلة نجمة المساء للمرأة والأسرة المغربية؛ ع. 4 ص. 82].
ومع ذلك فإنني لا أيأس من وجود من إذا ذكِّر تذكَّر، ومن إذا نبِّه انتبه، فكسَر الأغلال التي قيدت فكره، وسما بهذا الأخير ليكون في مستوى تطلعات المصلحين الغيورين على هذه الأمة، الساعين لإرجاع مجدها الغابر، وعزها القديم.
يا أيها المعجبون بهذا البرنامج وأشباهه، يا أيها المتولون كبر إقامته وإشاعته في الأمة؛ ما وزن هذه الآيات الكريمات في قلوبكم:
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}.
وقال سبحانه: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.
وقال عز وجل: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ}.
وقال عز من قائل: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وقال تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
وقال سبحانه: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}..
إن كان لها وزن؛ فبرهان ذلك توبة صادقة، وأوبة تمثل خطوة كبيرة في طريق تحرر شباب الأمة من أسر العدو.
وإن كانت الأخرى؛ فتلك أمارة على موت الأسير.
ومن يهن يسهل الهوان عليه
وما لجرح بميت إيلام ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *