لماذا اخترنا الملف؟
منذ أن اندلعت الثورة الليبية في 17 من فبراير 2011 ومرورا بسقوط معمر القذافي وإلى يومنا هذا لم ينعم الشعب الليبي الشقيق بالاستقرار.
فهذا البلد الذي يزخر بموارد طاقية هائلة جعلته يتبوأ المرتبة التاسعة بين عشر دول لديها أكبر احتياطيات نفطية في العالم، وكثافة سكانية ضعيفة لا تتجاوز ستة مليون ونصف نسمة، تنتشر على مساحة 1.8 مليون كيلومتر مربع (رابع أكبر دولة إفريقية)، ما كان لبلد كهذا أن يخرج عن دائرة الأطماع الغربية والمخططات الإمبريالية.
فليبيا بلد خليجي في شمال إفريقيا إن صح هذا التعبير، وموارده ومؤهلاته تسيل لها لعاب الشركات المتعددة الجنسيات، من أجل ذلك ما كاد شعب ليبيا يلتقط أنفاسه ويستبشر خيرا بسقوط الطاغية القذافي حتى ابتلي بألوان من السرطان تنخر جسمه وتهدد وحدته، فمن غلو وتكفير داعش، إلى عودة نظام الهالك معمر عن طريق اللواء المتقاعد الخليفة حفتر، إلى مخططات التقسيم الغربية التي توضع بعناية فائقة لإعادة رسم خريطة المنطقة وتنزيل مشروع الشرق الأوسط الكبير.
لكن الغريب والمثير في الملف الليبي هو تواطئ من ينسب إلى الدين وإلى “السلفية” أيضا مع الانقلابي حفتر، ومن يعمد إلى تبرير جرائمه بمسوغات شرعية، من المنتمين إلى (التيار المدخلي) الذين انتقلوا من حرب اللسان إلى حرب الكلاشينكوف والسلاح الثقيل، وباتوا يستحلون دماء من خالفهم من المسلمين بحجة أنهم إخوان مسلمون.
وحتى نجلي الصورة حول الملف الليبي وما يتهدد هذا البلد الشقيق من مخاطر ارتأينا فتح هذا الملف.