خصوم الإسلاميين السياسييين والإيديولوجيين، الذين يتهمونهم على الدوام، تارة بالتخلف وتارة بالسعي للسيطرة على الدولة والمجتمع، وحينا بدعشنة القوانين، وأحيانا بتطبيق الشريعة، واستغلال عقول البسطاء بخطاب الوعظ والأماني. لايفترون من ترديد هذه التهم وتكرارها.
هؤلاء الخصوم الطارئون على المشهد المغربي، ينصبون أنفسهم متحدثين باسم المغاربة، وباسم الحقيقة المطلقة، وباسم التقدم والحداثة والعلم والعقل، رغم أن كل ماقدموه ويقدموه هو الكلام، والكلام فقط.
لم نر لمحترفي الكلام هؤلاء، إنجازات ولا بحوث علمية، لم نر منافسة شريفة ولا نقدا علميا حقيقيا، لم نر حضورا أو تواجدا من هؤلاء الخصوم على الأرض، يدعون إلى الديمقراطية، وحين لايختارهم الشعب، يحترفون اللطم والبكاء والعويل والسب والشتم، يدعون للمسيرات المناهضة لأسلمة المجتمع، ويطلقون الحملات تلو الحملات، ولا يلتفت لدعواتهم أحد، سبق وأن قادوا حكومات في الماضي ولم يتهمهم أحد بمركسة الدولة والمجتمع ولا بمحاولة تطبيق الشيوعية والماركسية اللينينية.
لكن الإسلاميين الذين هم الامتداد الطبيعي لثقافة وهوية هذا الشعب، متهمون على الدوام، بأنهم يحاولون إحياء أمجاده، والحفاظ على دينه، ولكثرة ترديد هذا الكلام، اعتقد المروجون له أنهم محقون، واعتقدوا أن الشعب معهم، صدق فقاعاتهم وحروبهم الكلامية.
لقد احترف واخترع خصوم الإسلاميين، علم كلام جديد، يخاطبون أنفسهم وأشباههم، من أبراجهم العاجية، بخطاب فيه من الكذب والمغالطات، ما يخجل منه الإنسان، وأفلسوا ولم يعد لديهم ما يقدمونه لهذا الشعب، سوى الكلام.
وعلق بعض النشطاء على الفيسبوك بتدوينة معبرة وعميقة على حائطه، ردا على محترفي علم الكلام هؤلاء فقال:
بعض المغرضين ليا بألسنتهم، وبعض الإعلاميين والسياسيين وحتى بعض العوام، يقولون إن هذا الحزب يوظف الدين في برامجه الخ .. !!
– هل حزب العدالة والتنمية المغربي وعد المغاربة بتطبيق الشريعة؟
– هل هذا الحزب وعد المغاربة مثلا بإغلاق خمارات البلد باسم الدين؟
– هل هذا الحزب وعد المغاربة بالقضاء على الدعارة والمثلية التي تنخر جسد الأمة باسم الدين؟
– هل هذا الحزب وعد الجماهير بالقضاء على النظام الربوي الذي أنهك الاقتصاد المغربي وتعويضه بالمالية الإسلامية باسم الدين؟
– هل هذا الحزب وعد المغاربة بتغيير القانون الجنائي وحل محله قانون العقوبات الإسلامي كتطبيق الحدود الزجرية مثلا باسم الدين؟
– هل هذا الحزب وعد المغاربة بحل مجلس النواب وتعويضه بأهل الحل والعقد وممارسة نظام الشورى بدل الديموقراطية وهي منتوج غربي كذاب باسم الدين؟
حقا إذا لم تستحيوا فاصنعوا ماشئتم.