الإنكار في الأصل هو على سوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمال الألفاظ القبيحة في حق الحبيب المكرم عليه الصلاة والسلام؛ وكل محاولة لنقل النقاش إلى حوار حول التراث الحديثي ومعانيه هي محاولة للتشتيت والتمييع. ومع ذلك فلنفرض جدلا -والمحال يفرض- أن لب القضية هو أن رجلا يطعن في الصحيحين وفي التراث الحديثي، ويصمه بأقبح ما يكون من الأوصاف:
فليت شعري.. ألستم معنيين بهذا أيضا معاشر العلماء والدعاة؟
أليس علمكم من هذا التراث، ودعوتكم إلى الالتزام بما في هذا التراث؟
وليت شعري.. ألستم معنيين بهذه القضية يا أبناء الحركات الإسلامية؟
أليس عملكم كله منطلقا من مرجعية مستنبطة من هذا التراث؟
ثم فرضنا أنكم لا تريدون الحكم على الفاعل، فما قولكم في الفعل؟
وفرضنا أنكم لا تريدون الحكم على الفعل، فلا تحكموا عليه، ولكن -على الأقل- ردوا الشبهة بالدليل، وحاوروا هذا المبطل بما يدل على غيرتكم، كما تحاورون المبطلين إذا تعرضوا لقادتكم، أو شوشوا على سياستكم، أو اتهموا مناهج حركاتكم وجماعاتكم؟
وفرضنا أنكم كنتم ترون إماتة هذا الباطل بعدم ذكره، وأنكم كنتم مصيبين في ذلك، فقد سبق السيف العذل، واشتهر هذا الباطل وانتشر، وسقطت حجتكم، وما بقي إلا الكلام والبيان، أو السقوط في الامتحان. فما الذي تختارونه؟
فواعجبا من جلد الفاجر وعجز الثقة..
وواعجبا من جد أهل الباطل في باطلهم، وهزل أهل الحق في حقهم.
والله المستعان.