بعد إنشائها من طرف إلياس العماري الأمين العام الحالي لحزم “البام”، وإدارتها بعده من طرف أخيه فؤاد العماري، تقلد اليوم رسميا إدارة جريدة “آخر ساعة” في ظرف عام ونيف شخصية ثالثة.
ويتعلق الأمر بعبد القادر الشاوي، وهو من مواليد باب تازة (إقليم شفشاون)، ويعتبر شخصية معروفة بميولاتها الماركسية اللينينية، اعتقل في 1974، وحكم عليه في يناير 1977 بعشرين سنة سجنا بسبب انتمائه إلى التنظيم السري مجموعة إلى الأمام التي كان يتزعمها اليهودي أبراهام السرفاتي، قضى منها سبع سنوات فقط، ليتم إطلاق سراحه بعد قرار العفو سنة 1989.
له كتابات في عدد من الصحف والمجلات، وأصدر سنة 1991 رفقة محمد معروف مجلة (على الأقل)، وبعد توقفها أصدر جريدة (الموجة) في 1993، كما نشر مجموعة من أعماله، نذكر منها: ” اليسار في المغرب” و”حزب الاستقلال” و”السلفية والوطنية”.
شغل عبد القادر الشاوي الوديي عددا من المناصب وتقلد مهاما في الدولة، حيث عين في ديوان وزارة العدل، ثم المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان (حينها)، ليلحق بعد ذلك بعمر عزيمان إلى سفارة مدريد، وبعد معاناة مع المرض عين سفيرا بالشيلي، واليوم هو يدير يومية “آخر ساعة”.
في أول افتتاحية له بعنوان “آخر ساعة.. الوعد والموعود” ثمن الشاوي الخط “الحداثي” للمنبر الذي أنشأه “البام”، وأكد أن “آخر ساعة” “لم تغضب سوى المتخرصين ولم تثر إلا القوالين بالسوء، وأولئك الذين ناصبوها العداء السياسي كمنبر إعلامي مستقل قبل أن يعلموا شيئا عنها”.
وأضاف الشيوعي السابق أن “الصراع السياسي البليد الذي تغذيه النزعات العدوانية والأحكام القبلية مخز يكشف عن ضحالة فكرية لا حد لها وهو يدين أصحابه لا سواهم”.
هذا وقد نفى الشاوي في افتتاحيته المذكورة أن تكون “آخر ساعة” حزبا سياسيا أو بديلا لأحد في أي من مجالات تنظيم الحياة!
وبتعيين مدير جديد لها، وبهذه الحمولة الفكرية، تفتح اليومية المثير للجدل “آخر ساعة” صفحة جديدة في مسارها الإعلامي، من المتوقع أن تسفر الأيام القريبة القادمة عن جديدها ومفاجآتها.