حاجتنا إلى عقلاء وحكماء لرأب الصدع وتضييق مجالات الخلاف

إننا بحاجة ملحة إلى وسطاء علماء عقلاء حكماء عادلين يقومون بدور الوساطة بين المختلفين والمتخاصمين من الدعاة في كل مكان على حدة، وأن يتولى ذلك في أناس على درجة عالية من الفهم والحكمة، يعتمدون لغة الحوار والإقناع والتعقل مدعومة بلغة العلم والفقه والدليل، يكون هدفهم رأب الصدع وتصفية النفوس بين الدعاة والعلماء، ونرى أن يدور عملهم حول عدة محاور هامة للقضية:
أولا: نشر ثقافة الاعتصام بحبل الله ووحدة الصف والتعاون على البر والتقوى وأدب الخلاف وفقه الخلاف وقواعده
ثانيا: التبصير بمكائد أعداء الأمة ومرادهم من نشر الخلاف بين العاملين لله.
ثالثا: إقناع المختلفين إلى أن يدور خلافهم في حدود العلم والمادة العلمية بأصولها وألا يتعدى ذلك إلى التثوير واتباع الهوى ورغبات النفس، ويمكنهم بيان أقوالهم وآرائهم في كتابات علمية رصينة..
رابعا: العمل على بناء جدر الثقة بين الدعاة والعلماء بعضهم بعضا وإعادة روح المحبة والألفة.
خامسا: دفعهم للعمل بتأسيس مشاريع مشتركة للوقوف في وجه تيارات التعصب والجهل، وأفكار التكفير والإفساد في مجتمعاتنا الإسلامية، وإنشاء مرجعية قوية لأهل السنة يدعون إلى الإصلاح والهدى والبناء والإنجاز والفلاح كما أمرتهم آيات الله وسنن نبيه صلى الله عليه وسلم.
سادسا: العمل على عقد ميثاق شرف بين الدعاة والعلماء بعضهم بعضا، يعملون في حدوده ويلتزمون بمواثيقه المستمدة من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونرجو أن تجد تلك الدعوة صدى عند العلماء والدعاة في كل صقع من أصقاع أمتنا الإسلامية العزيزة وأن يحمل تلك الدعوة من كل مكان أهلها العالمون العادلون الحكماء فيسلموننا إلى بر السلامة (إشكالية الخلاف بين الدعاة.. رؤية للحل.. ودعوة للاستجابة، د. خالد رُوشه).
قال بن القيم رحمه الله: “فالصلح الجائز بين المسلمين يعتمد فيه رضى الله سبحانه ورضى الخصمين، فهذا أعدل الصلح وأحقه، وهو يعتمد العلم والعدل، فيكون المصلح عالما بالوقائع، عارفا بالواجب، قاصدا العدل، فدرجة هذا أفضل من درجة الصائم القائم” (أعلام الموقعين 1/86).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *