على صعيد آخر تتماهى حملة التصعيد ضد إسلاميي بنجلاديش مع الاستراتيجية الأمريكية المعروفة بشد الأطراف، وخلق كيانات إسلامية معتدلة بديلة للكيانات الأكثر تشددا في مناطق الشرق الأوسط، والتي تقوم على دعم الدول الإسلامية البعيدة عن مركز الدول الإسلامية والتي يوجد بها أعداد كبيرة من المسلمين لضمان عدم ارتباطهم بحركات أو سياسات دول المركز.
تلك الاستراتيجية تتلاقى مع مصالح الهند التي تريد دول جوار أكثر انصياعا لسياساتها الإقليمية، وأكثر استجابة لمصالحها الهندوسية، حيث ترى في قوة الجماعة الإسلامية في بنجلاديش دعما وتواصلا مع مسلمي الهند يؤثر سلبا على ملفات شائكة تضغط نحو عدم انفجارها كما في كشمير وعدد من الملفات التي يسعى مسلموها إلى توجيهها نحو مزيد من حقوقهم وحرياتهم…
لذا تدعم الهند حكومة عوامي ضد إسلاميي بنجلاديش أصحاب المشروع الإسلامي للحياة، فيما تمد يد العون لكثير من الجماعات كالصوفية والقاديانيين الذين ترى فيهم إفراغا للإسلام من حيويته وفاعليته المجتمعية والسياسية.
ولعل الملف الأبرز الذي يمكن أن يكون المسبب لحملات عوامي وحسينة العدوانية، ملف باكستان، فتسعى واشنطن والهند للضغط عليها لحصرها في أضيق مساحات أراضيها، لتقليص دورها الاستراتيجي في الملف الأفغاني وفي ملف كشمير مع الهند، ورغم ولاءات إسلاميي بنجلاديش لبلادهم إلا أن الفرضيات السياسية البنغالية والهندية تذهب إلى أن أية قوة وفعالية للجماعة الإسلامية في بنجلاديش هو قوة لباكستان نظرا لمواقفهم التاريخية المؤيدة للوحدة مع باكستان كدولة إسلامية قوية.