نتائج البعد عن العفة مصطفى محمد الحسناوي

قد أنتج هذا الوضع البعيد التدين عن وتحكيم شرع الله واقعا جديدا، تقلص فيه دور المصلحين واتسع فيه دور المفسدين، فحوربت العفة على جميع المستويات، ومن سمات هذا الواقع المرير المحارب للعفة الذي نعيشه أنه:
• حلت فيه العلمانية بمكيافيليتها وانتهازيتها وأنانيتها، محل الشريعة بقيمها الداعية للحشمة والوقار والطهارة والعفة والقناعة والمروءة، فأصبحنا أمام مجتمع مادي أناني نفعي، إلا من رحم الله.
• واقع غاب فيه دور العالم أو الأصح أقصي عمدا وقسرا، ولا تكاد تجد من يقوم بدوره من العلماء والدعاة ويتحمل المسؤولية ويصبر عليها إلا قلة قليلة.
• واقع انتشرت فيه وسائل الإعلام المفسدة والأغاني والمهرجانات، وعم الاختلاط كل مناحي الحياة، والتبرج والسفور، والقمار والخمور.
فأصبح حال المسؤولين وولاة الأمور أحد ثلاثة:
• مستميت في حراسته لقيم وأخلاق الدين والفضيلة رغم تغير الواقع وطغيان الباطل، فهو على ثغر إلى أن تقوم الساعة.
• غير مبال بما يقع حوله من تحولات ملتزم الحياد حتى لو دخل العهر والفحش والخنا بيته، إما بسبب السذاجة أو بسبب ضياع المفاهيم الإسلامية الصّحيحة وانتشار المفاهيم الخاطئة.
• من دعاة الرذيلة ومحاربي العفة بما يهيئه من أجواء وبما يتخذه من مواقف معتقدا أن ما يقوم به يعتبر من احترام الآخر ومن حرية التفكير والتعبير، ومن التقدم والتطور، ويدخل في هذا الصنف للأسف عدد من الآباء والأمهات وأولياء الأمور، والأساتذة والمربين، بل وبعض أدعياء العلم والدعوة، تحت مسمى الوسطية والاعتدال والانفتاح.
وأمام هذا الواقع المتردي، فإن المسؤولية تتعاظم على من تبقى من حراس الفضيلة، ليقوموا بدورهم ويتحملوا مسؤوليتهم، بل ويسدوا الفراغ الذي أحدثه المتراجعون والناكصون الناكثون، ورغم أن المسؤولية تبدو جسيمة، إلا أن من حسنات هذا الواقع الذي نعيشه ما وفره من وسائل وسهولة في التواصل والاحتكاك والتأثير، فتعين عليهم استعمال كل الوسائل لنشر الفضيلة والعفة ومحاصرة قلة المروءة والرذيلة؛ ابتداء بالمسجد والمدرسة والدرس والخطبة والموعظة والمحاضرة، وحملات العفة في الواقع المعاش من خلال الندوات وتوزيع المطويات، كما أن الحملات في العالم الافتراضي لا تقل أهمية وذلك بإطلاق صفحات ونداءات في مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة من كل وسيلة متاحة في هذه الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *