في نفس سياق التقسيم، وتكوين كيانات طائفية، يأتي دور بعض الشيعة المغاربة، للنفخ في رماد النزعات الانفصالية، عبر دعم الحركات الداعية للتقسيم، سواء في الريف أوفي الصحراء.
فما حدود العلاقة بين الشيعة المغاربة وانفصاليي الصحراء؟
أولا: وقفة مع موقع “زاوية بريس” الشيعي:
لا يمل موقع (زاوية بريس)، أو(زاوية نيوز)، الذي كان اسمه”شبكة زاوية المعلوماتية”، من الطعن في النظام المغربي، عبر بث رسوم كاركاتورية مسيئة لملك البلاد، وللثوابت الدينية والوطنية للمملكة المغربية.
حيث يصف القائمون عليه النظام المغربي بـ(المخزني)، المغاربة بـ(العياشة)، والعقيدة السنية بـ(الديانة المالكية)، التي دوما يتهمونها بالداعشية، على حد زعمهم.
وينقل بين الفينة والأخرى نفس الإساءات من قناة “فدَك” التابعة لياسر الحبيب، ومن ذلك تغطيتها لقضية الصحراء، حيث يردد الموقع نفس المغالطات، متهما المغرب باحتلال الصحراء، في مناسبات متعددة، لعل آخرها ما سوده أحد كتابها يرمز له ب (Member)، في 13-03-2016، في خبر بعنوان:”كي مون يتحدث عن الاحتلال المغربي للصحراء والمغرب يتفاعل”.
ثانيا: هناك شيعة مغاربة متعاطفون مع انفصاليي البوليساريو، ومنهم موالون لهم، حيث تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحسابات، من قبيل”صحراوي شيعي”أو “صحراوية رافضية”،”موساوي صحراوي” أو شعارات “يا حسين” وما شابهها.
أول ما يثير انتباهك قبل مطالعة الصفحة العنوان عن يمينها حيث تجد فيه الصحراء الغربية (western sahara) هكذا.
كما أن محتويات هذه الصفحات كلها ترويج لفكر التمرد والانفصال، وطعن في الثوابت الدينية والوطنية للمغرب والمغاربة، من خلال التدوين حول قضايا متعددة تتعلق بالملف، كان آخرها مثلا وفاة محمد عبد العزيز المراكشي، الزعيم المفترض لجمهوريتهم الوهمية، حيث سودوا صورهم، حدادا وحزنا عليه.
وإليكم بعضا من تدويناتهم:
يقول المتشيع(ح-غ)، أحد مناديب الخط الرسالي بمدينة واد زم، في تدوينة له على صفحته الرسمية، بتاريخ 09-11-2015: “مشكلة الصحراويين مع النظام الملكي هي أصل الصراع، ومطلب الاستقلال نتيجة وتحصيل حاصل، وهو يدخل فيما لا يتم الواجب إلا به”.
وتدون الرافضية المغربية(ح-م) في05-05-2016، قائلة:”المغاربة إخواني والنظام عدوي… منذ احتلال المغرب للصحراء لم نسمع يوما أن هناك صحراوي واحد اقتحم بين مستوطن مغربي، أوفجر نفسه في حافلة بها مستوطنون مغاربة مع العلم أنه في قضايا الاحتلال كل الوسائل مباحة…”.
وتقول أخرى (تستعمل اسما مستعارا)،في 03-06-2016، قائلة:”نحن أبناء الفضيلة، أخونا السلاح، وأختنا البندقية، ونحن ومن خلفنا الشهيد محمد عبد العزيز لكي نحرر الصحراء الغربية”.
وتضيف:”لنا الفخر بأن نكون من أحفاد الشهداء الذين كافحوا من أجل تأسيس دولة حرة مستقلة”.
وقبلهم كبيرهم المتشيع(ل-غ)، الذي لا يمل يردد نفس الخطاب وبنبرة أقوى.
تدوينات وكلمات ومواقف، إذا ما أضفنا إليها ما رشح من معطيات عن وجود مخطط إيراني يعمل على زرع خلايا شيعية بالمغرب انطلاقا من الجزائر عبر الحدود الجنوبية، فإنه يبعث العديد من الرسائل المقلقة بشأن هذا المشكل الذي يزيد من إشكاليته وخطورته دخول مشكل التشيع معه على الخط.وهذا ما يؤكده أحد انفصالي البوليساريو والذي استشعر بدوره حجم الاختراق الشيعي والدعم الإيراني.
فقد دون صاحب الحساب (سيدي الداهي) بتاريخ07-07-2016، على صفحته الرسمية على الفايس بوك قائلا: “شارك معي أخي إلى كافة الصحراويين، وإلى كافة الأصدقاء أنه هناك مجموعة قليلة في الفايس بوك من الصحراويين المحسوبين على جهات لها علاقة بإيران، والشيعة المدعومين ماديا ومعنويا لنشر التشيع في الصحراء الغربية مستغلين الخلاف السياسي بيننا وبين أشقائنا العرب.
إن اختلفنا في السياسة فلن نختلف في الدين، لأن الشعب الصحراوي منذ القدم شعب سني مالكي لن يتغير ما دام في الصحراء الغربية رجال، لذا أرجو منكم الانتباه لهذه المجموعة وأن الشعب الصحراوي بريء منهم و لا يمثلون إلا أنفسهم”.