التحرش بالمغربيات خارج أرض الوطن

لا فرق في هذا الأمر بين دول متخلفة وأخرى متقدمة، بين دول محافظة ترفع شعارات الإسلام والعفة، ودول منفتحة متحررة ترفع شعارات العلمانية والكرامة الإنسانية.
غزلان شابة مغربية كانت دائما تطمح لعالم الشهرة والأضواء، اعتقدت أنها ستجد ضالتها بمصر، فحزمت أمتعتها ورحلت لأرض الكنانة، علها تجد فرصة لتصبح نجمة مشهورة في التمثيل أو الغناء.
حكت لي أنها وجدت عالما مليئا بالذئاب البشرية، لا يمكن لممثلة أن تنال دورا مهما في مسلسل أو فلم، أو تنال فرصة لتصبح مغنية لامعة، دون أن تقبل بالابتزازات الجنسية للمخرج والمنتج ومدير التصوير ومالك القناة وصاحب المهرجان ومنظم المسابقة، وكل المتدخلين، سلسلة من الذئاب البشرية، تنهش جسد الفنانة المشهورة، قبل أن تطل على الجمهور بمكياجها الصارخ كبطلة لا يشق لها غبار.
في السعودية، وقعت عدة مغربيات تحت رحمة الكفيل، الذي جعل منهن جواري، دون اعتبار لدين أو خلق، ودون مراعاة للسن أو الوضع الاجتماعي، ومنهن قاصرات وأرامل ومتزوجات، وأحيانا تشترك زوجة الكفيل في هذا الإجرام، فترغم العاملة على ممارسة الجنس مع زوجها.
الأمر لايختلف في دولة غربية علمانية متقدمة كفرنسا، سواء من طرف مغاربة وعرب، من الطبقة الراقية، يقطنون هناك، ويستقدمون مغربيات للعمل في البيوت، ويستغلونهن جنسيا. وما قصة القنصلة المغربية بفرنسا، التي كانت تشجع ابنها على ممارسة الجنس مع خادمتها، وتتغاضى عن شكاياتها المتكررة، ببعيدة.
قصص أخرى شهيرة لرؤساء دول أوربية مع سكرتيراتهم، ووزراء وعدد من المسؤولين الأوربيين والأمريكيين مع عاملات بالفنادق ومذيعات وعارضات أزياء، لن نتوقف عندها، سأختم بقصة لطالبة صحافية مغربية حكت لي معاناتها بفرنسا.
سيرين الإسم المستعار للطالبة الصحافية بإحدى مدارس الإعلام بفرنسا، وجدت صعوبة في إجراء تدريب بمؤسسة إعلامية إلا بعد أن ترضخ للتحرشات والابتزازات، من طرف المسؤولين، لدرجة أنها فكرت في العودة من أجل البحث عن تدريب في المغرب.
كل المؤسسات التي طرقت بابها من أجل فرصة للتدريب، أصطدم بابتزاز أو تحرش تلميحا أو تصريحا، من مغاربة وعرب عاملين بتلك المؤسسات، وحتى من فرنسيين وأجانب، أحد المغاربة مرة حاول تقبيلي بالقوة في نهار رمضان أثناء مقابلة، تقول سيرين.
وتضيف في حوار لي معها عبر الفيسبوك، هناك بعض الطالبات والمتدربات من تبادرن لعرض أنفسهن بطرق مختلفة، وربما هذا ما يساعد على تفشي الظاهرة واستفحالها، وطبعا ليس كل الأساتذة والمسؤولين، يقعون في الفخ، بل هناك من يرفض تلك الإغراءات ويقاومها، بالمقابل هناك من يجعلها بندا وشرطا في قبول ملفك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *