إن عصابات الاحتلال الصهيوني لم تتوقف يوما عن اقتراف الجرائم بحق أمتنا منذ وطئت أقدام هذه العصابات أرض فلسطين المباركة، وقد كان لمدينة القدس نصيب كبير من هذه الاعتداءات والجرائم، فمن الجرائم التي ارتكبوها بحق القدس ما يلي:
1- في عام 1948 قامت العصابات الصهيونية بعد الاستيلاء على القدس الغربية بتحويل مسجد وقبر النبي داود إلى كنيس يهودي، وأزال المحتلون الصهاينة جميع الآيات القرآنية الكريمة التي كانت منقوشة على الضريح والجدران ونقشت مكانها كتابات يهودية باللغة العبرية.
2- في يونيو عام 1967م قامت قوات الاحتلال الصهيونية بهدم حي المغاربة الملاصق لحائط البراق وهدمت داخله 135 منزلا ومسجدين وبعض آثار مملوكية منها المدرسة الفخرية.
3- تحويل المتحف الفلسطيني المعروف بمتحف “روكنفلر” إلى مقر لدائرة الآثار الصهيونية وذلك بعد نهب مقتنياته، وكانت تضم إلى جانب محتوياته الأثرية معرضًا للمسكوكات الفلسطينية والأسرجة القديمة، كما أنه كان يضم مكتبة كان فيها عام 1948 أكثر من ثلاثين ألف مجلد.
4- القضاء على أي أثر كنعاني فلسطيني.
5- محاولات لحرق المسجد الأقصى وتحطيم منبره التاريخي أثناء الحريق.
6- حفر الأنفاق أسفل الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى وتعريض جزء كبير منه لخطر التصدع والانهيار، وذلك بدعوى البحث عن أساسات هيكل سليمان، كـ”القاعة الهيروديانيّة”، و”القاعة الكبرى” و”بوابة وارين” و”قاعة المياه” وهي عبارة عن نفق ضيق جدا، ويمتد من شمال باب الناظر وحتى المدرسة العمرية تقريبا.
وقد افتتح في 22/6/2009م نفق “سلسة الأجيال” وذلك بعد أكثر من ست سنوات من الحفر، وقد كشفت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” عن وجود 50 كنيسا يهوديا تطوق المسجد الأقصى المبارك وعدد آخر قيد الإنشاء، في مسعى من سلطات الاحتلال الصهيونية لإحداث تغييرات جذرية في محيط المسجد، تمهيدا لبناء “الهيكل الثالث” المزعوم.
7- حفر أنفاق أسفل المحكمة الشرعية في القدس التي تعد من أقدم الأبنية التاريخية في المدينة، وكذلك أسفل الأبواب الخمسة للحرم القدسي الشريف وهي: باب السلسلة باب المطهرة – باب القطانية – باب الحديد – باب البصيري، ومن المعروف أن مرور هذه الأنفاق أسفل تلك المباني يؤثر عليها ويعرضها لخطر التصدع والانهيار، كما حدث في عدد من الأبنية كَـ: الجامع العثماني ورباط الكرد والمدرسة الجوهرية والمدرسة المنجلية والزاوية الوفائية وبيت الشهابي.
وتجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال بصدد استخدام الأنفاق الجديدة لإقامة شبكة “مترو أنفاق القدس” التي تربط بين الأحياء القديمة والجديدة عبر الجبال الأربعة التي تقوم عليها مدينة القدس.
8- إضرام النار في مقام طلحة بن عكاشة في القدس الغربية.
9- منع كافة الهيئات الفلسطينية مثل دائرة الآثار ودائرة أوقاف القدس من إجراء أي ترميمات بالمسجد الأقصى أو في غيره من المعالم التاريخية بالمدينة، مما يعرض هذه الآثار لخطر الانهيار نتيجة لإهمال الترميمات الضرورية لها.
10- تفريغ الأنفاق وقنوات المياه والآبار أسفل الحرم الشريف لإضعاف أساسات المسجدين من الجهة الجنوبية بحيث يسهل تدميرها من شدة أصوات الطائرات الحربية التي تمر فوقها أو بسبب هزة أرضية، وتزامن هذا مع إعلان بعض صحف الاحتلال في أنّ أحجار حائط البراق بدأت بالتفتّت.
هذا بالإضافة إلى مصادرة الأراضي وهدم البيوت ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، والهدف المعلن في النهاية أن تصبح المدينة المباركة عاصمة لدولة الاحتلال.
11- سلوك منهج القتل وسفك الدماء وارتكاب المجازر البشعة وسياسة الترويع، نذكر من تلك المذابح والمزاجر:
– مذبحة الأقصى الأولى 8/10/1990م: حين حاول متطرفون يهود وضع حجر الأساس للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المجموعة اليهودية المتطرفة المسماة أمناء جبل الهيكل، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الصهيوني المتواجدون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص مما أدى إلى استشهاد 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحى إلا بعد 6 ساعات من بداية المجزرة.
– مذبحة المسجد الإبراهيمي 1994م
في صلاة الفجر من يوم الجمعة 15 رمضان 1414هـ انطلق الرصاص كالمطر ودوّت أصوات انفجار القنابل اليدوية في المسجد الإبراهيمي والمصلون ساجدون، وحصد هذا الاعتداء الأليم 350 شخصاً بين شهيد وجريح، واشترك في هذا العمل الوحشي الذي لم يشهد له العالم مثيلا جنود الاحتلال وعدد من المستوطنين.
وكان هذا الاعتداء بقيادة المتطرف الصهيوني الطبيب “باروخ جولدشتاين” الذي قدم من الولايات المتحدة الأمريكية وكله حقد وكراهية للمسلمين، لم تهدأ له نفس حتى قام بهذا الاعتداء الصهيوني في أفضل بقاع الأرض -المسجد-.
– مذبحة الأقصى الثانية (انتفاضة النفق) 1996م
بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى يوم الاثنين 23/9/1996م وقعت اشتباكات عنيفة بين أبناء فلسطين المسلمين وجنود الاحتلال اليهودي في كافة أرجاء فلسطين دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، وقد أسفرت هذه المواجهات عن استشهاد أربعين فلسطينيا وإصابة المئات بجروح خطيرة، واستمرت هذه المواجهات ثلاثة أيام.
– مذبحه الأقصى الثالثة 2000م
قام المجرم “شارون” بزيارة إلى المسجد الأقصى يوم الخميس 28/9/2000م فتصدى له الشباب المسلم وأفشلوا زيارته رغم أنه كان بحماية 3000 جندي صهيوني.
وفي اليوم التالي الجمعة 29/9/2000م قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة، وجرت مواجهات في ساحات الأقصى بين المصلين وجنود الاحتلال أسفرت عن سبعة شهداء و250 جريحا، ثم امتدت الاشتباكات إلى كل أرجاء فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق الـ 48، مما شكل بداية للانتفاضة الثانية، وقدم فيها المسلمون مئات الشهداء وآلاف الجرحى دفاعا عن دينهم وأقصاهم.